تستعد محكمة الاحتلال الإسرائيلي في بئر السبع المركزية، الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022، للنظر في جلسة استئناف خاصة بطلب الإفراج الفوري عن الفتى الأسير أحمد مناصرة، الذي أثارت قضيته تعاطفاً واسعاً بدأ من فلسطين ووصل إلى العالمية، فيما تتجه أنظار المتعاطفين معه إلى الأراضي الفلسطينية، منتظرة قرار المحكمة.
أحمد المناصرة حاز تعاطفاً واسعاً بعد إطلاق حملة الشهر الماضي للمطالبة بالإفراج الفوري عنه، شهدت زخماً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي مع اقتراب موعد جلسة الاستئناف.
وكانت محكمة الاحتلال قد حكمت في وقت سابق بالسجن الفعلي 12 عاماً، خُفضت لاحقاً إلى 9 أعوام ونصف العام، على الفتى مناصرة بعد إدانته بمحاولة قتل مستوطنين اثنين وحيازته سكيناً يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015.
حالته النفسية صعبة
من جهته كشف المحامي خالد زبارقة، الموّكل بتخفيض ثلث مدة حكم أحمد مناصرة لموقع الجزيرة الإخباري، أن حالته النفسية صعبة. مضيفاً: "رأيته إنساناً بلا روح.. حاولت التخفيف عنه فقلت له إنه لم يتبق سوى القليل، وإننا نعمل من أجل إطلاق سراحك، فأجابني "أنا لا أنتظر سوى الموت.. لا أنتظر شيئاً من هذه الحياة"، ثم سألني قبل أن أغادر "هل أنت متأكد أن الانتحار حكمه حرام؟".
ويعلّق زبارقة على ذلك بالقول إن أحمد اعتقل طفلاً في الـ13 من عمره، ومنذ ذلك الحين قُتلت روحه وأمله في الحياة، مؤكداً أن الطبيبة النفسية التي زارته أكدت معاناته من مرض نفسي مزمن.
وأكد المحامي زبارقة على علاج الحالة النفسية التي يعاني منها في أقرب وقت، إضافة إلى العلاج الطبي والأدوية، كما أنه بحاجة إلى مصحة نفسية وحاضنة اجتماعية، وأن تكون عائلته إلى جانبه لضمان سلامته الصحية.
حملة عالمية للإفراج عن المناصرة
وناشدت عائلة مناصرة في بيان، مساعدة ابنها الذي يعيش في ظروف اعتقال سيئة، حيث تم نقله إلى الحبس الانفرادي وحرمانه بشكل متكرر من لقاء عائلته.
وحازت مناشدات الأهل دعماً واسعاً، وتفاعلت جمعيات حقوقية ونشطاء حقوقيون الذين شنوا حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالإفراج عنه.
الشبكة العالمية للصحة النفسية في الأراضي الفلسطينية وقعت عريضة إلكترونية، تحت شعار "لا تتركوه وحيداً" و"الحرية لأحمد مناصرة"، طالبت بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسير الطفل أحمد مناصرة.
فيما شارك فلسطينيون وعرب صوراً ومقاطع فيديو ورسومات تشرح الحالة الإنسانية الصعبة التي يعيشها الأسير أحمد مناصرة، مطالبين بالإفراج الفوري عنه خاصة بعد تدهور حالته النفسية.
ووقّع أكثر من 20500 شخص على عريضة إلكترونية عبر موقع "تشينج" (التغيير)، مطالبين بالتحرير الفوري للشاب الفلسطيني أحمد مناصرة، ليعود إلى أحضان عائلته، بعد سنوات من التعذيب القاسي والممنهج في السجون الإسرائيلية.
وفي وقت سابق كشفت هيئة الأسرى أن المحققين الإسرائيليين استخدموا بشكل واضح التعذيب النفسي على الطفل مناصرة، بالصراخ والشتم، وحرمانه من حقه في استشارة محامٍ، واصطحاب أسرته معه، واتباع أسلوب التحقيق الطويل دون توقف، والحرمان من النوم والراحة.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر الطفل محمد وهو يبكي أثناء مواجهة محقق من قوات الاحتلال الإسرائيلي بقوله "مش متأكد" و"مش متذكر"، ومع ذلك ظل المحقق يصرخ في وجهه بغية زعزعته ونيل اعترافات منه.
كما تعرض مناصرة وفقاً لما أفادت به وسائل إعلام محلية لضرب مبرح بما، في ذلك كسر لجمجمته، ما تسبّب في ورم دموي داخلها، ونتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي عانى مناصرة وما زال من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة.
اعتقال المناصرة
ويشار إلى أنه بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015، تعرض أحمد وابن عمه حسن الذي استشهد في ذلك اليوم بعد إطلاق النار عليه وأحمد، لعملية تنكيل وحشية من قبل المستوطنين، وفي حينه نشرت فيديوهات لمشاهد قاسية له كان ملقى على الأرض ويصرخ وهو ومصاب، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته على الأرض والتنكيل به، وتحولت قضيته إلى قضية عالمية.
وولد الأسير مناصرة بتاريخ 22 يناير/كانون الثاني 2002، في القدس، بين عائلة تتكون من عشرة أفراد، وله شقيقان، وهو أكبر الذكور في عائلته، إضافة إلى خمس شقيقات، واعتقل عام 2015 بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن في القدس، حيث كان طالباً في مدرسة الجيل الجديد في القدس، في الصف الثامن، وكان يبلغ من العمر في حينه 13 عاماً.