أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الإثنين 11 أبريل/نيسان 2022، عن نزوح أكثر من ثلثي الأطفال الأوكرانيين ومقتل وإصابة 371 آخرين منذ بدء الغزو الروسي.
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت بطلب من ألبانيا والولايات المتحدة، في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حول "صون السلام والأمن بأوكرانيا".
حيث قال مدير برامج الطوارئ بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة مانويل فونتين، في كلمته خلال الجلسة: "تحققت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، حتى الأحد، من مقتل 142 طفلاً وإصابة 229 طفلاً آخرين، وقد نتج كثير منها عن تبادل إطلاق النار أو استخدام أسلحة متفجرة في مناطق مأهولة بالسكان".
فونتين أضاف: "في غضون 6 أسابيع فقط، نزح ما يقرب من ثلثي الأطفال الأوكرانيين (لم يقدم رقماً محدداً)، لقد أجبروا على ترك كل شيء وراءهم: منازلهم ومدارسهم وأسرهم في كثير من الأحيان".
فيما تابع المسؤول الأممي: "من بين 3.2 مليون طفل يُقدر أنهم بقوا في منازلهم، قد يكون نصفهم تقريباً معرضاً لخطر عدم الحصول على ما يكفي من الغذاء".
كما أعرب المسؤول بـ"يونيسف" القلق الشديد بشأن "مخاطر العنف والاستغلال الجنسي والإساءة والاتجار الذي يتعرض له الأطفال والنساء خلال رحلة الفرار إلى بر الأمان في البلدان المجاورة".
فيما أردف فونتين قائلاً: "أما داخل أوكرانيا، فما زلنا نواجه ظروف تشغيل صعبة للغاية، حيث تمنعنا الأعمال العدائية المستمرة من الوصول إلى أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إلى مساعداتنا في العديد من مناطق البلاد".
أوكرانيا تعلن خسائر روسيا
في وقت سابق من يوم الإثنين، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية مقتل 19 ألفاً و500 جندي روسي منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.
إذ أشارت الأركان، في بيان لها، إلى تدمير 154 طائرة و137 مروحية و725 دبابة و1923 مركبة مدرعة، و347 مدفعية و111 قاذفة صاروخية، و55 مدفع هاون تابعة للجيش الروسي.
كذلك، لفتت إلى خسارة الجيش الروسي لـ1387 عربة و7 سفن وزوارق سريعة و76 صهريج الوقود، و119 طائرة مسيرة.
إلا أنه لم يصدر تعليق فوري من الجانب الروسي بخصوص بيان الأركان الأوكرانية، كما لم يتسن التأكد من الرواية الأوكرانية من مصادر مستقلة.
حرب متواصلة
كانت روسيا قد أطلقت قبل نحو شهر ونصف، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة، منهم نحو 3.8 مليون فروا إلى الخارج، نصفهم من الأطفال.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".