حذرت منظمة "أوكسفام" من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الناجم عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، وزيادة أسعار الطاقة، قد يدفع ربع مليار شخص جديد إلى الفقر المدقع؛ حيث تتسبب الحرب في ارتفاع كبير بالأسعار تثقل كاهل الدول الضعيفة اقتصادياً.
صحيفة The Guardian البريطانية، نقلت الثلاثاء 12 أبريل/نيسان 2022 عن المنظمة قولها إن هذه التحديات الجديدة أضيفت إلى الأزمات الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا، ودعت إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة، مثل إلغاء سداد ديون الدول الفقيرة.
من جانبها، حذرت غابرييلا بوشر، المديرة التنفيذية الدولية لمنظمة أوكسفام من أنه "قد نشهد أكبر وقوع للبشرية في براثن الفقر المدقع والمعاناة في الذاكرة، ما لم تُتخذ إجراءات فورية وعاجلة".
تأتي تحذيرات أوكسفام في تقرير جديد لها صدر الثلاثاء 12 أبريل 2022 قبل اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الربيعية الأسبوع المقبل، وقال التقرير إن الحكومات المثقلة بالديون قد تضطر إلى خفض الإنفاق العام لمواجهة ارتفاع تكلفة استيراد الوقود والغذاء.
كذلك لفتت المنظمة إلى أن إلغاء مدفوعات الديون لهذا العام والعام المقبل قد يوفر 30 مليار دولار لعشرات البلدان صاحبة الديون الأكبر.
كان البنك الدولي قد قدّر سابقاً أن 198 مليون شخص قد يقعون في براثن الفقر المدقع هذا العام نتيجة الجائحة، لكن منظمة أوكسفام تقدر أن 65 مليون شخص آخرين عرضة لخطر الفقر المدقع إذا أُخذ الهجوم على أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة في الاعتبار، ويقدر أيضاً أن 28 مليون شخص آخرين سيعانون سوء تغذية نتيجة لذلك.
ضرائب على الأثرياء
في تقريرها، دعت أوكسفام أيضاً إلى فرض مزيد من الضرائب على الأكثر ثراء، وكذلك على الشركات التي تستفيد من أزمات مثل الجائحة أو حرب أوكرانيا.
كما دعت المنظمة مجموعة العشرين أيضاً إلى تخصيص 100 مليار دولار من صندوق التقشف الحالي للبلدان الفقيرة، للاستفادة منه، وحماية الفقراء من التضخم، عن طريق الإعانات وخفض الضرائب على السلع والخدمات.
كانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، قد ذكرت أن الحرب في أوكرانيا رفعت أسعار السلع الغذائية بدرجة لم يسبق لها مثيل.
يتوقع أن تتأثر منطقة الشرق الأوسط وأجزاء من إفريقيا أكثر من غيرها بسبب تعطل واردات الحبوب من منطقة البحر الأسود، ما سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والمناخية القائمة.
في هذا الصدد، توقعت منظمة أوكسفام بأن الأسعار المرتفعة قد تجعل الغذاء يمثل 40% من الدخل في إفريقيا جنوب الصحراء، وقالت غابرييلا إن امتناع الحكومات عن اتخاذ إجراءات للتصدي للفقر المتنامي "لا عذر له".
أضافت غابرييلا: "نرفض أي فكرة تقول إن الحكومات لا تملك المال أو الوسائل لانتشال جميع الناس من براثن الفقر والجوع، وضمان صحتهم وراحتهم. لا نرى سوى غياب الخيال الاقتصادي والإرادة السياسية لتحقيق ذلك على أرض الواقع".
يُشار إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا مستمر منذ 24 فبراير/شباط 2022، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".