تسلّمت صربيا، حليفة روسيا، نظاماً صينياً متطوراً مضاداً للطائرات، في عملية مستترة نهاية هذا الأسبوع، وسط مخاوف غربية من أنَّ تكديس الأسلحة في البلقان تزامناً مع العملية العسكرية في أوكرانيا يمكن أن يهدد السلام الهش في المنطقة.
قال خبراء إعلاميون وعسكريون، الأحد 10 أبريل/نيسان 2022، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية، إنَّ ست طائرات نقل تابعة للقوات الجوية الصينية من طراز Y-20 هبطت في مطار بلغراد المدني في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، 9 أبريل/نيسان، وبحسب ما قيل كانت تحمل أنظمة صواريخ أرض- جو من طراز HQ-22 للجيش الصربي.
والتُقِطَت صورٌ لطائرات الشحن الصينية التي تحمل علامات عسكرية في مطار نيكولا تيسلا في العاصمة الصربية. ولم تردّ وزارة الدفاع الصربية على الفور على طلب The Associated Press التعليق، فيما اعتبر الخبراء أنَّ تسليم الأسلحة فوق أراضي دولتين عضوين على الأقل في الناتو (حلف شمال الأطلسي)، تركيا وبلغاريا، دليل على التوسع العالمي المتزايد للصين.
وكتبت مجلة The Warzone على الإنترنت: "أثار ظهور طائرات نقل Y-20 الدهشة، لأنها طارت في رحلة جماعية بدلاً من سلسلة من الرحلات الجوية بطائرة واحدة، إنَّ وجود Y-20 في أوروبا بأي عدد لا يزال تطوراً جديداً إلى حد ما".
فيما قال المحلل العسكري الصربي ألكسندر راديتش إنَّ "الصينيين نفذوا استعراضهم للقوة".
وأكد الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش تسليم النظام متوسط المدى الذي اتُّفِق عليه في عام 2019، حين قال يوم السبت إنه سيقدم "أحدث فخر" للجيش الصربي يوم الثلاثاء أو الأربعاء، 12 أو 13 أبريل/نيسان.
وكان قد اشتكى في وقت سابق من أنَّ دول الناتو، التي تمثل معظم جيران صربيا، ترفض السماح برحلات تسليم النظام فوق أراضيها، وسط توترات بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
رغم أنَّ صربيا صوتت لصالح قرارات الأمم المتحدة التي تدين الهجمات الروسية الدموية في أوكرانيا، فإنها رفضت الانضمام إلى العقوبات الدولية ضد حلفائها في موسكو، أو انتقاد الفظائع الظاهرة التي ارتكبتها القوات الروسية هناك.
في عام 2020، حذّر المسؤولون الأمريكيون بلغراد من شراء أنظمة HQ-22 المضادة للطائرات، التي تُعرَف نسختها التصديرية باسم FK-3. قالوا إنه إذا كانت صربيا تريد حقاً الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتحالفات الغربية الأخرى، فعليها مواءمة معداتها العسكرية مع المعايير الغربية.
كما يُقارَن نظام الصواريخ الصيني على نطاق واسع بأنظمة صواريخ باتريوت الأمريكية، وأنظمة صواريخ أرض- جو الروسية S-300، رغم أنَّ نطاقها أقصر من أنظمة S-300 الأكثر تقدماً. وستكون صربيا أول مشغّل للصواريخ الصينية في أوروبا.
وكانت صربيا في حالة حرب مع جيرانها في التسعينيات. وتعزز الدولة، التي تسعى رسمياً للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، قواتها المسلحة بالأسلحة الروسية والصينية، بما في ذلك الطائرات الحربية ودبابات القتال وغيرها من المعدات.
هناك مخاوف في الغرب من أنَّ تسليح روسيا والصين لصربيا يمكن أن يشجع دولة البلقان على خوض حرب أخرى، خاصة ضد إقليم كوسوفو السابق، الذي أعلن الاستقلال في عام 2008. ولا تعترف صربيا وروسيا والصين بدولة كوسوفو، بينما الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية تفعل ذلك.