مفاوضات سريّة في باريس بين عشيرتي حفتر والدبيبة.. ومحاولات لإقناع رئيس الوزراء بالتنازل لباشاغا

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/11 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/11 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة - رويترز

تجري مفاوضات سرّية في العاصمة الفرنسية باريس، بين عشيرة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وعشيرة منافسه رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، لدفع الأخير للتخلي عن منصبه لصالح رئيس الوزراء المُنتخب من قِبل برلمان طبرق، فتحي باشاغا. 

موقع Africa Intelligence الفرنسي قال، الإثنين 11 أبريل/نيسان 2022، إن حفتر المتحالف باشاغا عهدَ بالمهمة إلى نجله بلقاسم حفتر بهذه المهمة.

سافر بلقاسم على متن طائرة خاصة إلى العاصمة الفرنسية عدة مرات منذ منتصف مارس/آذار 2022، ويحاول بلقاسم حمل عشيرة الدبيبة على إقناعه بالتنحي عن رئاسة الوزراء. 

كان الدبيبة قد انتُخب في مارس/آذار عام 2021 في إطار ملتقى الحوار السياسي الليبي وبرعاية الأمم المتحدة، لكنه يرفض التنازل لباشاغا. 

بحسب الموقع الفرنسي، انعقدت عدة اجتماعات في باريس، والتقى بلقاسم "حفتر" يوم 25 مارس/آذار 2022 أقرب مستشاري الدبيبة، إبراهيم الدبيبة، أحد أعمدة عائلة رئيس الوزراء، في اجتماع خاص. 

إبراهيم الدبيبة هو ابن عم عبد الحميد الدبيبة، وهو رجل أعمال قوي من مصراتة، وعمدة المدينة السابق والرئيس السابق لجهاز تنمية المراكز الإدارية.

كذلك التقى بلقاسم "حفتر" يوم 20 مارس/آذار 2022 في باريس بشخصية مهمة أخرى في الحكومة، وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وقال الموقع الفرنسي إن الفوز بدعم المنقوش "سيكون انتصاراً كبيراً لباشاغا".

أضاف الموقع في هذا الصدد أن "نجلاء، التي درست المحاماة، أثبتت أهميتها في حكومة الدبيبة على الساحة الدولية. وهي تنحدر أيضاً، مثل عشيرة حفتر، من شرق ليبيا. لكن محادثات بلقاسم حفتر معها، مثلما هي مع حليفها المقرب إبراهيم الدبيبة، ظلت متوقفة بالكامل. ولكن من المقرر عقد اجتماعات أخرى في باريس خلال الأسابيع المقبلة".

تُعد العلاقات بين العشيرتين متوترة، لكنهما حاولتا بالفعل التوصل إلى أرضية مشتركة بينهما في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إذ التقى فريق بلقاسم حفتر وعبد الحميد الدبيبة في أبوظبي قبل الانتخابات التي تقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول 2021.

كان الهدف من هذا الاجتماع التوصل إلى حل وسط في حالة تأجيل الانتخابات، لكن المحادثات فشلت، وواجه عبد الحميد الدبيبة عزلة دولية منذ فشل انتخابات 24 ديسمبر/كانون الأول التي كان يفترض أن ينظمها، وتعرض لضغوط كبيرة من معسكر باشاغا الذي يخطط لأخذ مكانه في الحكومة.

يُشير الموقع الفرنسي إلى أن لدى حفتر وحاشيته أسبابهم الخاصة التي دفعتهم لتجديد الحوار مع الدبيبة، ويضيف أن موقف "حفتر أصبح حرجاً بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا".

سابقاً كانت الولايات المتحدة وأوروبا على استعداد لغض الطرف عن الدعم الروسي لحفتر، ولا سيما نشره لمرتزقة فاغنر لدعم الجيش الوطني الليبي، لكنهما تعتبران رحيل هذه القوة أولوية الآن. لكن رجال فاغنر لا غنى عنهم للجيش الوطني الليبي، وكذلك الطائرات المقاتلة الروسية المتمركزة في الجفرة. 

إقناع أنقرة

بالتوازي مع محادثات باريس، فتحت عشيرة حفتر قناة محادثات مع تركيا، الداعم الرئيسي للدبيبة، وقال موقع Africa Intelligence الفرنسي إن مسؤولاً تركياً التقى يوم 22 مارس/آذار 2022، بممثلين عن باشاغا، بقيادة الرجل الثاني السابق في المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق.

يأتي هذا بينما تتمتع أنقرة بموقف قوي في ليبيا، إذ عزَّز الرئيس رجب طيب أردوغان التعاون الاقتصادي معها وله فيها حضور عسكري استراتيجي، ويقول الموقع الفرنسي إنه "في غياب الدعم التركي، لا يمكن لبشاغا أن ينتظر دخول العاصمة والجنود الأتراك لا يزالون في قواعد عسكرية في طرابلس ومصراتة".

باشاغا ليس متفوقاً عسكرياً

من جانبه، كان رئيس الوزراء في طبرق باشاغا، قد تعهد بأن أي انتقال إلى طرابلس سيكون بلا عنف، وهذا التعهد له سببان، بحسب الموقع الفرنسي، وهما أن "باشاغا لا يمكنه تحمُّل تكرُّر هجوم حفتر الفاشل على العاصمة في فبراير/شباط عام 2019".

كذلك يتعين "على باشاغا تحاشي عزلة المجتمع الدولي، الذي لا يرغب بأي حال في نشوب صراع مسلح جديد ويرغب في ضمان استمرار إنتاج النفط والغاز الليبي، الذي أصبح حيوياً منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

يُشير الموقع الفرنسي أيضاً إلى أن الدعم "الذي تحظى به قوات باشاغا أضعف من الدعم الذي يحظى به خصمه"، ويضيف الموقع أن "الدبيبة عزز مؤخراً صِلاته بميليشيا الغنيوة القوية التي يتزعمها عبد الغني الككلي، الذي يقود أيضاً جهاز دعم الاستقرار، الذي يجمع بين وحدات قتالية مختلفة".

خاض جهاز دعم الاستقرار في طرابلس قتالاً عنيفاً في 5 أبريل/نيسان 2022 مع ميليشيا النواصي التي تميل إلى باشاغا.

تحميل المزيد