أعلنت البحرية الأوكرانية في ماريوبول شرق البلاد أنها تستعد "للمعركة الأخيرة" للسيطرة على ميناء المدينة الجنوبي، الذي يحاصره الروس منذ 40 يوماً، وأشارت إلى أن مصير جنودها المتواجدين في الجنوب الشرقي للبلاد يبقى مجهولاً.
يأتي إعلان البحرية الأوكرانية بعد أن أكدت كييف الأحد 10 أبريل/نيسان 2022، أنها مستعدة لخوض "معركة كبيرة" في شرق البلاد، الهدف الذي يشكل أولوية لدى موسكو، بينما يتواصل إجلاء المدنيين خوفاً من هجوم وشيك في هذه المنطقة.
تأهب البحرية الأوكرانية
فقد أوضح اللواء 36 من مشاة البحرية الأوكرانية ببيان مطول على فيسبوك الإثنين 11 أبريل/نيسان، أن "اليوم ربما تكون المعركة الأخيرة لأن الذخيرة تنفد".
أضاف أن مصير البعض سيكون الموت فيما سيقع آخرون في الأسر"لا سيما أنهم محاصرون من قبل القوات الروسية"، وتابع قائلاً: "نحن نختفي ببطء"، وقال مناشداً الأوكرانيين: "لا نعلم ما الذي سيحصل لكننا نطلب منكم حقا أن تتذكرونا بكلمة طيبة".
كما أوضح لواء البحرية الأوكرانية أن "القوات الأوكرانية حاربت طيلة أكثر من شهر، دون إمدادات جديدة بالذخائر، ودون طعام أو ماء". ولفت إلى أن نحو نصف عناصر هذا الفوج مصاب بجروح، قائلاً: "طيلة أكثر من 40 يوماً من المعارك الشديدة صدّنا العدو بشكل تدريجي وحاصرنا ويحاول الآن تدميرنا".
بينما أعرب عن أسفه لغياب المساعدة من قيادة الجيش ومن الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وأوضح أن "الفوج تلقى مرة واحدة فقط 50 قذيفة و20 لغماً وصواريخ مضادة للدبابات، دون أي شيء آخر". كما اعتبر أنه "لم يكن هناك سوى وعود لم يتم الإيفاء بها".
روسيا لن توقف عملياتها
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا لن توقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا من أجل جولات لاحقة من محادثات السلام.
إذ يقول مسؤولون روس إن محادثات السلام مع أوكرانيا لا تتقدم بالسرعة التي يريدونها، واتهموا الغرب بمحاولة عرقلة المفاوضات من خلال إثارة مزاعم بارتكاب القوات الروسية جرائم حرب في أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.
في مقابلة مع التلفزيون الروسي الرسمي، قال لافروف إنه لا يرى أي سبب لعدم مواصلة المحادثات مع أوكرانيا، لكنه أصر على أن موسكو لن توقف عمليتها العسكرية عندما يجتمع الطرفان مرة أخرى.
أضاف لافروف أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتعليق العمليات العسكرية خلال الجولة الأولى من المحادثات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين في أواخر فبراير/شباط، لكن موقف موسكو تغير منذ ذلك الحين.
كما صرح قائلاً: "بعد أن أصبحنا مقتنعين بأن الأوكرانيين لا يخططون لفعل المثل، تم اتخاذ قرار بأنه خلال الجولات المقبلة من المحادثات، لن يكون هناك وقف (للعملية العسكرية) طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي".
فيما أشار لافروف إلى أن الدعوات التي وجهها جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي للتكتل لمواصلة تسليح كييف تمثل "منعطفاً خطيراً للغاية" في السياسة الأوروبية.