بدأ التصويت في فرنسا، الأحد 10 أبريل/نيسان 2022، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي تمثل فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تهديداً غير متوقع لآمال الرئيس إيمانويل ماكرون في الفوز بولاية جديدة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
قبل أسابيع فقط، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز سهل لماكرون، المؤيد للاتحاد الأوروبي، والذي تعزَّز موقفه بفضل دبلوماسيته النشطة بشأن أوكرانيا، والتعافي الاقتصادي القوي، بالإضافة إلى ضعف المعارضة المتشرذمة.
لكن شعبية الرئيس الذي ينتمي لتيار الوسط تراجعت لعدة أسباب، منها دخوله المتأخر إلى الحملة الانتخابية، إذ لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير، وهو الأمر الذي اعتبره أنصاره مخيباً للآمال، وتركيزه على خطة لا تحظى بالشعبية لرفع سن التقاعد، إلى جانب الارتفاع الحاد في التضخم.
في المقابل، قامت لوبان المنتمية لليمين المتطرف، والمتشككة في الاتحاد الأوروبي، والمناهضة للهجرة، بجولة في فرنسا والابتسامة تعلو وجهها، وسط هتافات من أنصارها "سننتصر.. سننتصر".
تعزَّز موقف لوبان قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية من خلال التركيز المستمر منذ شهور على تكاليف المعيشة، والتراجع الكبير في الدعم لمنافسها في اليمين المتطرف إيريك زيمور.
بيد أن استطلاعات الرأي ما زالت تشير إلى أن ماكرون سيتصدر الجولة الأولى، ويحقق الفوز في جولة الإعادة أمام لوبان، في 24 أبريل/نيسان، لكن عدة استطلاعات تقول الآن إن هذا يقع ضمن هامش الخطأ.
التصويت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية
بدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحاً (0600 بتوقيت غرينتش)، وينتهي في الساعة 1800 بتوقيت غرينتش؛ إذ سيتم حينها نشر أول استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع. وعادة ما تكون هذه الاستطلاعات موثوقة للغاية في فرنسا.
قالت لوبان في تجمع حاشد، الخميس 7 أبريل/نيسان "نحن مستعدون والفرنسيون معنا"، وسط هتافات من أنصارها، ودعت إلى التصويت لها في الانتخابات الرئاسية الفرنسية من أجل إنزال "العقاب العادل الذي يستحقه أولئك الذين حكمونا على نحو سيئ".
بينما أمضى ماكرون البالغ من العمر 44 عاماً، والذي يتولى السلطة منذ عام 2017، الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية في محاولة توضيح أن برنامج لوبان لم يتغير، رغم الجهود المبذولة لتلطيف صورتها وصورة حزبها التجمع الوطني.
إذ قال لصحيفة لو باريزيان "مواقفها الأساسية لم تتغير، فهي تنتهج برنامجاً عنصرياً، يهدف إلى تقسيم المجتمع، وهو قاسٍ للغاية".
فيما ترفض لوبان مزاعم العنصرية، وتقول إن سياساتها ستفيد كل الفرنسيين، بغض النظر عن أصولهم.
مخاطر الإعادة بالنسبة لماكرون
على افتراض أن ماكرون ولوبان سيخوضان جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فإن الرئيس الفرنسي يواجه مشكلة، فقد أخبر العديد من الناخبين اليساريين منظمي استطلاعات الرأي بأنهم لن يصوتوا لصالح ماكرون في جولة الإعادة لمجرد إبعاد لوبان عن السلطة، وذلك خلافاً لما حدث في عام 2017. وسيتعين على ماكرون إقناعهم بتغيير موقفهم والتصويت له في الجولة الثانية.
كما ستظهر انتخابات الأحد من الذي سيحصل على أصوات العدد الكبير غير المعتاد من الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم، وما إذا كانت لوبان (53 عاماً) تستطيع تجاوز توقعات استطلاعات الرأي وتحتل الصدارة في الجولة الأولى.
إذ قال جان دانيال ليفي، من مؤسسة هاريس إنتراكتيف لاستطلاعات الرأي، عن محاولة لوبان الثالثة للوصول إلى قصر الإليزيه "مارين لوبان لم تكن قريبة من الفوز بانتخابات رئاسية بمثل هذا القدر من قبل".
بينما يأمل أنصار المرشح اليساري المتشدد جان-لوك ميلينشون، الذي يحتل المركز الثالث وفقاً لاستطلاعات الرأي، في حدوث مفاجأة مختلفة، ودعوا الناخبين اليساريين من جميع الأطياف إلى التحول إلى مرشحهم لينال فرصة التأهل إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
يتفق ماكرون ولوبان على أن النتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات. وقالت لوبان لأنصارها يوم الخميس "كل شيء ممكن"، في حين حذّر ماكرون أتباعه من التهوين من احتمالات فوز لوبان.