واشنطن تخيّر دول الشرق الأوسط بين روسيا وأوكرانيا.. منزعجة من بقائها في المنطقة “الرمادية” من الأزمة

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/07 الساعة 10:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/07 الساعة 10:48 بتوقيت غرينتش
دمار هائل خلفه الهجوم الروسي/ الأناضول

دعت مسؤولة أمريكية كبيرة دول الشرق الأوسط إلى إدانة روسيا، بسبب هجومها العسكري في أوكرانيا، والانضمام إلى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في سَن "عقوبات رادعة" على الكرملين، طبقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022.

حيث وصفت دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، الهجوم على أوكرانيا بأنه "حالة من الأبيض والأسود للعدوان الروسي"، وحثت دول المنطقة على "عدم البقاء في الفضاء الرمادي" بالتزام الصمت.

كانت جهود إدارة بايدن لتقديم جبهة موحدة ضد روسيا قوبلت بالرفض من شركائها في الشرق الأوسط، الذين عمّقوا علاقاتهم مع موسكو في السنوات الأخيرة، وسط شعور بأنَّ الولايات المتحدة تنسحب من الانخراط بالمنطقة.

شارع مليء بالألغام قرب كييف – getty images

فيما أدى الصراع في أوكرانيا إلى إجهاد واشنطن وعلاقة الطاقة مقابل الأمن القائمة منذ فترة طويلة في منطقة الخليج؛ إذ تقاوم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مناشدات الولايات المتحدة زيادة إنتاج النفط، في وقت ترتفع فيه أسعار الطاقة.

إلا أنه بدلاً من الاستجابة لواشنطن، كرّرت دول الخليج، التي تهيمن على منظمة أوبك للنفط، التزامها باتفاق "أوبك +" مع روسيا، الذي اتفقت عليه العام الماضي، والذي يضع حداً للزيادات الشهرية في إنتاج النفط عند 400 ألف برميل يومياً.

توتر متصاعد

بينما تطور التوتر في العلاقات بينما يراقب القادة في الخليج بقلق الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان، العام الماضي، إذ قالت واشنطن إنها تبدِّل تركيزها لتوجيهه أكثر على تنافس القوى العظمى مع الصين وروسيا.

كما غضب السعوديون والإماراتيون أيضاً بسبب ما يرون أنه رد فاتر من إدارة بايدن على هجمات الطائرات بدون طيار، والصواريخ التي أطلقتها جماعة الحوثي اليمنية ضد أهداف إماراتية وسعودية، تزايدت خلال الفترة الأخيرة.

جو بايدن بوتين بن سلمان
تغيير بوصلة السعودية والإمارات نحو الشرق قليلاً رسالة ضغط وغضب لواشنطن، كشفتها أزمة النفط التي تسببت بها الحرب الأوكرانية (تعبيرية، عربي بوست)

لكن دانا ستراول عارضت في كلمة لها خلال حدث أقيم يوم الثلاثاء، 5 أبريل/نيسان، في مركز ويلسون في واشنطن العاصمة، المزاعم القائلة إنَّ التزام الولايات المتحدة بالأمن الإقليمي في المنطقة يتراجع.

إذ قالت: "اسمحوا لي أن أكون واضحة، الولايات المتحدة لديها قوة قتالية حقيقية في هذه المنطقة وسوف نبقي عليها".

ستراول حددت الشرق الأوسط بأنه "مسرح رئيسي للمنافسة" ضد الصين، مشيرة إلى "عشرات الآلاف" من القوات الأمريكية المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة. وأعادت التأكيد أيضاً على الوجود العسكري الأمريكي في العراق وسوريا، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

في حين وصفت المسؤولة الأمريكية الرفيعة إيران بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط"، منوهة إلى أنَّ الولايات المتحدة تتطلع إلى تعميق الشراكات الإقليمية للرد على التهديد.

طرق مواجهة إيران

رغم ذلك، اختلف الخليج وواشنطن حول طرق مواجهة إيران، وما أثار ذعر واشنطن أنَّ الإمارات سعت إلى إعادة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد، في جزءٍ منه في محاولة للحد من نفوذ طهران في الدولة التي مزقتها الحرب.

لكن ستراول سعت إلى إجراء مقارنة بين الصراع المستمر منذ عقد في سوريا والعملية العسكرية في أوروبا، قائلة إنَّ الدمار الذي أحدثته الحملة الجوية السورية لموسكو يُنذر بـ"جرائم حرب وفظائع"، سيُبلَغ عنها في أوكرانيا.

نظام الأسد
رئيس النظام في سوريا بشار الأسد – رويترز

كذلك أردفت: "أولئك في الشرق الأوسط الذين نزحوا بسبب العنف في سوريا يعرفون جيداً كيف يبدو الدعم الروسي المطول والمستمر للمعتدي"، مشدّدة على أنّ "الإدارة الأمريكية لا تدعم جهود إعادة تأهيل الأسد، ولا تطبيع العلاقات مع نظامه".

يشار إلى أنه منذ أسابيع تقود دولة الإمارات، بالشراكة والتنسيق مع مصر وإسرائيل، حراكاً دبلوماسياً يهدف إلى إعادة صياغة تحالفات جديدة في المنطقة، كبديل عن الاعتماد الكلي على التحالف مع الولايات المتحدة.

فقد استضافت مصر، في 22 مارس/آذار الماضي، قمة شرم الشيخ الثلاثية التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

أيضاً نظمت إسرائيل لقاءً موسعاً لوزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والمغرب والإمارات والبحرين في صحراء النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في سياق مخاوف الدول الحليفة للولايات المتحدة.

تحميل المزيد