يشهد الخميس 7 أبريل/نيسان 2022، جلسة ساخنة في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل التصويت على "سحب" عضوية روسيا من مجلس حقوق الإنسان بسبب تقارير عن "انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان" ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا، وسط تهديدات شديدة اللهجة من موسكو لأي دولة تصوت بنعم أو حتى تمتنع عن التصويت.
روسيا حذرت الأربعاء 6 أبريل/نيسان الجاري الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من أن الموافقة أو حتى الامتناع عن التصويت سيعتبر "بادرة غير ودية" لها عواقب على العلاقات الثنائية.
والجلسة التي حشدت لها الولايات المتحدة الأمريكية لن تُحسم إلا من خلال تصويت ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضواً، دون احتساب الممتنعين عن التصويت.
تحذيرات روسية
كانت واشنطن صرحت الإثنين الماضي 4 أبريل/نيسان الجاري، بأنها ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا في المجلس بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة بوتشا.
في المقابل حثّت بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة الدول على "التحدث علنا ضد القرار المناهض لروسيا"، وذلك في مذكرة أرسلتها للدول الأعضاء، حسب "رويترز" دون أن يتضح على الفور عدد الدول التي تلقت المذكرة.
وجاء في المذكرة "من الجدير بالذكر أنه ليس فقط دعم مثل هذه المبادرة، ولكن أيضاً الموقف المحايد في التصويت (الامتناع أو عدم المشاركة) سيعتبر بادرة غير ودية".
وأشارت المذكرة إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، سيؤخذ موقف كل دولة في الاعتبار في تطوير العلاقات الثنائية وفي العمل على القضايا المهمة بالنسبة لها في إطار عمل الأمم المتحدة".
جلسة ساخنة
ومن المقرر أن تجتمع اليوم الخميس الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل التصويت على سحب عضوية روسية من مجلس حقوق الإنسان المؤلف من 47 عضواً.
ويمكن لأغلبية ثلثي أعضاء الجمعية العامة الذين يحق لهم التصويت تعليق عضوية بلد ما لارتكابه انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان.
حسب رويترز، فإن الدبلوماسيين الغربيين يثقون في أن لديهم ما يكفي من الدعم بين أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 لتبني قرار بتعليق عضوية موسكو.
ويعبر نص المسودة عن "القلق البالغ إزاء أزمة حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية المستمرة في أوكرانيا"، لا سيما إزاء التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل روسيا.
حشد أمريكي
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد لرويترز، موضحة هذه الخطوة التي أُعلنت الاثنين 4 أبريل/نيسان "من المهم أن نقول (لروسيا) لن نسمح لك بمواصلة التصرف مع الإفلات من العقاب والتظاهر بأنك تحترمين حقوق الإنسان".
لكن في المقابل تحذر روسيا الدول المعنية من أن التصويت بنعم أو الامتناع عن التصويت سيعتبر "بادرة غير ودية".
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط المنصرم، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين يدينان روسيا بأغلبية 141 صوتاً و 140 صوتاً.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت سعيها لتعليق عضوية روسيا بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة "بوتشا".
لكن روسيا تنفي استهداف المدنيين خلال عملياتها في أوكرانيا، وقال سفير موسكو لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الثلاثاء 5 أبريل/نيسان الجاري، إنه عندما كانت بوتشا تحت السيطرة الروسية لم يتعرض أي مدني لأي نوع من العنف.
يجدر بالذكر أن روسيا هي في العام الثاني من ولاية مدتها ثلاث سنوات في مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف، والذي لا يمكنه اتخاذ قرارات ملزمة قانوناً. ومع ذلك، فإن قرارات المجلس تبعث برسائل سياسية مهمة، ويمكنه أن يفوض بإجراء تحقيقات.
وفتح المجلس الشهر الماضي تحقيقاً في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان في أوكرانيا، بما في ذلك جرائم حرب محتملة منذ هجوم روسيا.