كشفت مستشارة سابقة لمعمر القذافي أن إسرائيل سعت إلى إدخال الزعيم الليبي المخلوع الراحل كوسيط في مفاوضات تسوية السلام مع الفلسطينيين عقب حرب غزة عام 2007.
بحسب موقع Middle East Eye البريطاني الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2022، فإن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أراد أن يحل القذافي مكان الرئيس المصري المخلوع الراحل حسني مبارك، كما لوَّح بإمكانية استضافة محادثات السلام بواسطة ليبيا.
ففي كتابٍ نشرته مستشارة القذافي القديمة، سيدة الأعمال الأردنية دعد شرعب، تحت عنوان "العقيد وأنا: حياتي مع القذافي"، أوردت تفاصيل عن سفرها سراً من عمَّان إلى تل أبيب على متن طائرةٍ خاصة إسرائيلية، وذلك للقاء بيريز داخل غرفة فندق.
قالت إنها رفضت مصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلةً لبيريز: "أنتم تقتلون الفلسطينيين في غزة كل يوم"، لكن بيريز لم ينزعج من كلامها قائلاً إن إسرائيل تريد "حل قضية غزة بتوقيع اتفاقيةٍ مع الفلسطينيين"، مضيفاً أنّ "القذافي سيكون وسيطاً مثالياً"، بحسب ما جاء في الكتاب.
كما أوضحت دعد أن بيريز قال لها: "نحن مستعدون للسفر إلى ليبيا أو لقاء القذافي في بلدٍ محايد".
واتفق الطرفان بعد محادثات على أن الأردن ستكون موقع اللقاء المثالي، قبل أن تصافح دعد بيريز بنهاية الاجتماع. ووافق القذافي على إجراء المحادثات سراً لقلقه من الانتقادات المحلية في حال علم الشعب الليبي أنه يتحدث إلى إسرائيل.
ولضمان سرية الأمر، طالب القذافي الملك عبد الله بإلغاء معاهدة سلام بلاده مع إسرائيل في حال فشل المحادثات وتسريب تفاصيلها لاحقاً. لكن الطلب لم يُقبل ولم تسفر المبادرة عن أي شيءٍ في النهاية.
هيلاري كلينتون وتوني بلير
أجرت دعد مقابلةً مطولة مع الموقع البريطاني تحدثت خلالها عن الكيفية التي كان الزعيم الليبي يرسلها بها في مهمات سرية حول العالم، حيث تعاملت خلالها بشكلٍ مباشر مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، وزارت المتهم المزعوم بتفجير طائرة لوكيربي عبد الباسط المقرحي في السجن.
تحدثت عن الكيفية التي "خانها" بها القذافي، حيث أبقى عليها رهن الإقامة الجبرية لأكثر من عامين، لكنها كانت محظوظةً لأنها نجت من قصف الناتو لطرابلس أثناء الانتفاضة المدعومة من الغرب، والتي أنهت على حكم القذافي وحياته.
كما انتقدت دعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، التي أشادت بالقذافي كثيراً عند لقائهما الخاص أول مرة على العشاء بنيويورك- قبل أن تشمت علناً في مقتل القذافي بعدها.
كما انتقدت دعد أيضاً زعيماً غربياً آخر كان يتقرب من القذافي، وهو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. إذ وصفته دعد بأنه "نسرٌ جشع يحوم فوق ليبيا".
وحين طلب منها الموقع البريطاني توضيحاً أكبر؛ قالت إن بلير "عقد صفقةً مع ليبيا من أجل جني المال لبلاده، وليس من أجل الإنصاف"، في إشارةٍ واضحة إلى "صفقة الصحراء" المزعومة التي عُقِدَت بمصافحةٍ بين الزعيمين داخل خيمةٍ بطرابلس عام 2004.
وقد عزز الاتفاق من العلاقات الأمنية والاستخباراتية بين البلدين، بما في ذلك التخطيط البريطاني لتسليم المعارضين الليبيين إلى طرابلس بواسطة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية- فضلاً عن تأمينه صفقات نفطية للشركات البريطانية.