تبحث مصر استيراد القمح من الهند كبديل مُحتمل عن أوكرانيا، بعدما أدى الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية إلى عرقلة صادرات كييف وموسكو العالمية من الحبوب، فيما سجلت الهند مستويات قياسية في صادرات القمح.
يأتي هذا بينما تعاني مصر، التي تُعد من بين أكبر مستوردي القمح في العالم، من تأثير قفزة في أسعار الخبز والدقيق (الطحين)، بعد أن أغلق الهجوم الروسي لأوكرانيا منافذ الوصول إلى قمح البحر الأسود المنخفض السعر.
وسائل إعلام مصرية نقلت الإثنين 4 أبريل/نيسان 2022 عن أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي، تأكيده موافقة وزير الزراعة المصري السيد القصير على تشكيل وفد رسمي من الوزارة لزيارة الهند يوم 10 أبريل/نيسان.
العطار قال في تصريحات لموقع "مصراوي" إن "مصر تسعى لتعويض الكميات الواردة من أوكرانيا نتيجة الصراع الدائر هناك"، موضحاً أن مصر قد تستورد القمح من هناك.
لفت العطار إلى أن بلاده وضعت معايير ينبغي توافرها من أجل استيراد القمح من الهند، تتمثل في "عدم إصابة القمح بأي أمراض أو حشرات"، وقال إنه "لا يتم السماح بدخول أي شحنة لمصر إلا بعد التأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية".
بحسب المسؤول المصري، فإن موسم استيراد القمح يبدأ خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان، وقال إنه "خلال هذين الشهرين سيتم استيراد احتياجات السوق من الأقماح، حيث إن هذا الموسم هو توقيت انتهاء موسم الحصاد في الدول الأوروبية والآسيوية المنتجة للقمح، وسيتم سحب عينات من القمح، عقب وصولها الموانئ المصرية مباشرة".
في سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن مصادر- لم تذكر اسمها- قولها إن مصر قد تشتري ما يصل إلى 12 مليون طن من القمح الهندي، وذكر أحد المصادر أن "الهند في موقف يمكنها من توريد نوعية عالية من القمح إلى مصر وتلبية متطلبات مصر بشأن الجودة".
بدوره، كان وزير التجارة والصناعة الهندي بيوش جويال، قد قال إنه اجتمع نهاية مارس 2022 مع وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية هالة السعيد في دبي، وناقشا "استعداد نيودلهي لتوريد قمح عالي الجودة" لمصر.
كانت نيودلهي قد أعلنت أيضاً نهاية مارس/آذار 2022، أنها تجري تجري محادثات نهائية من أجل بدء صادرات القمح إلى مصر، وقالت وزارة التجارة الهندية، في بيان، إن نيودلهي "تجري مناقشات لبيع القمح للبوسنة والسودان ونيجيريا وإيران بينما وصلت إلى مرحلة المفاوضات النهائية مع مصر لإمدادها بشحنات قمح".
تتجاوز واردات مصر من القمح الروسي 8 ملايين طن سنوياً، بينما تتجاوز 4 ملايين طن من أوكرانيا، ما يعني أن مصر بحاجة للبحث مبكراً عن مصادر أخرى تكون قادرة على توفير 13 مليون طن سنوياً بحد أقصى.
تزايد صادرات الهند
يأتي هذا، بينما تشهد صادرات الهند من القمح ازدياداً ملحوظاً، وتُعد الهند ثاني أكبر دولة منتجة للقمح في العالم بعد الصين.
تجار قالوا في تصريحات لوكالة رويترز إن صادرات القمح الهندية بلغت 7.85 مليون طن في السنة المالية المنتهية في مارس/آذار 2022، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، ويمثل قفزة كبيرة من 2.1 مليون طن في العام السابق.
هذه الزيادة تأتي بينما تسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في قطع الإمدادات المنافسة من البحر الأسود.
مسؤول حكومي كبير في الهند قال إن بلاده ستصدر كمية قياسية من القمح تبلغ سبعة ملايين طن في السنة المالية 2021-2022، إذ أتاح ارتفاع الأسعار العالمية لثاني أكبر منتج للحبوب في العالم فرصة لكسب حصة في السوق.
كذلك حققت الهند هدفها بتصدير سبعة ملايين طن من القمح في 21 مارس/آذار 2022، وفقا للحكومة الهندية، التي لم تصدر بعد بيانات شحنات القمح للأيام العشرة الأخيرة من مارس/آذار 2022.
تجار أشاروا إلى أن شحنات القمح، بما في ذلك الشحنات المبيعة إلى بنغلاديش المجاورة عن طريق البر، بلغت في المجمل 7.85 مليون طن في 2021-2022، متجاوزة الهدف البالغ سبعة ملايين، مما يشير إلى الصادرات القوية في السنة المالية 2022-2023 التي بدأت في الأول من أبريل/نيسان.
كذلك أوضح التجار أن الهند صدرت القمح أيضاً إلى كوريا الجنوبية وسريلانكا وعمان وقطر، من بين دول أخرى، بخلاف بنغلاديش، وقالوا إن معظم صفقات التصدير تم توقيعها عند ما يتراوح بين 225 و335 دولاراً للطن بشرط التسليم على ظهر السفينة.
يُذكر أن روسيا أطلقت فجر 24 فبراير/شباط 2022 عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.