انتقد زعيم الشيشان رمضان قاديروف، مسؤولين بارزين في الكرملين، مثيراً بذلك مخاوف من احتمال تعاظم نفوذه و"تآمره" للسيطرة على النخبة الأمنية الروسية، لا سيما بعدما أبدى دعماً كبيراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الإثنين 4 أبريل/نيسان 2022، إن قاديروف البالغ من العمر 45 عاماً، اتهم المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، بالإخفاق في إثبات "وطنية حقيقية وسط الحرب الطاحنة في أوكرانيا"، وقال قاديروف: "يجب ألا يمر هذا مرور الكرام".
قاديروف أشار في تصريحاته أيضاً إلى أن بيسكوف لم يهنئه على ترقيته إلى رتبة فريق، بل وصف إيفان أورغانت، المحاور التلفزيوني الذي نشر رسالة مناهضة للحرب على الشبكات الاجتماعية، بأنه "وطني عظيم".
حاول بيسكوف تقويض تصريحات قاديروف، قائلاً إنه ليس في صالح المسؤولين محاولة التفوق على بعضهم بعضاً بإثبات أيهم أكثر وطنية.
كان قاديروف وصف حرب الكرملين في أوكرانيا بأنها "جهاد" للمقاتلين الشيشان، وجاءت تصريحات الزعيم الشيشاني بعد أن انتقد أيضاً فلاديمير ميدينسكي، رئيس وفد الكرملين في المحادثات مع أوكرانيا، بسبب إعلانه الانسحاب من منطقة كييف، وقال قاديروف إنه من الضروري تكميم فم ميدينسكي.
الصحيفة البريطانية ذكرت أن أحد المخبرين المزعومين من داخل أجهزة الأمن الروسية يُعرف باسم "رياح التغيير"، قال إن هجوم أوكرانيا قوَّى شوكة قاديروف.
كتب المخبر المجهول في رسائل نشرها فلاديمير أوسيشكين، وهو ناشط حقوقي يعيش في المنفى: "يبدو أنه قرر المخاطرة بكل شيء. قاديروف أطلق حملة قوية في الكرملين لتشويه سمعة قادة الجناح الأمني".
أضاف المخبر: "الآن يشير هذا الاضطراب السائد إلى أنه قد ينجح، ولو سلّمه بوتين الجناح الأمني، ولو جزئياً، فغداً سيملك روسيا كلها بين يديه، وحزب الحرب وحزب السلام ينتقلان بالفعل إلى مرحلة الصراع المباشر".
لكن تاتيانا ستانوفايا، المحللة السياسية المعنية بشؤون الكرملين، قالت إن تمكُّن قاديروف من السيطرة على الجناح الأمني احتمال مستبعد.
أضافت ستانوفايا أن "قاديروف مشكلة للكرملين، صحيح. لكن كل ما على بوتين أن يفعله هو أن يستدعيه إلى الكرملين ويخبره أنه توجد خطوط حمراء لا يمكنه تجاوزها. لكنه مشغول بأشياء أخرى الآن. وبوتين قوي وهذه ليست مشكلة كبيرة بالنسبة له".
كذلك لفتت المحللة إلى أن العديد من أفراد النخبة الروسية يريدون إنهاء الحرب، ولكن يصعب أن ننتظر منهم اتخاذ خطوة حاسمة، وقالت: "علينا أن نميز بين من يعارضون الحرب والمستعدين للعمل. يدرك رجال الأعمال والنخبة السياسية أنهم لا يستطيعون التأثير على بوتين. ولا أحد يعرف كيف يرى المخرج من هذه الأزمة".
يُعد قاديروف حليفاً لموسكو التي خاضت حربين مع انفصاليين في الشيشان، وهي منطقة أغلب سكانها من المسلمين في جنوب روسيا، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، لكنها ضخت منذ ذلك الحين مبالغ ضخمة من الأموال في المنطقة لإعادة بنائها ومنحت قاديروف قدراً كبيراً من الحكم الذاتي.
كان قاديروف قد أعلن عقب بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، أن أكثر من 10 آلاف مقاتل من مؤسسات إنفاذ القانون الشيشانية تتموضع في أكثر المناطق سخونة في أوكرانيا.
يُذكر أن قاديروف أعلن يوم 13 مارس/آذار 2022 أنه سافر إلى أوكرانيا للاجتماع مع القوات الشيشانية التي تهاجم العاصمة الأوكرانية كييف، ونشرت حسابات شيشانية على تلغرام فيديو ظهر فيه قاديروف في غرفة مظلمة وهو يناقش مع القوات الشيشانية عملية عسكرية، وقالوا إنها "جرت على بعد سبعة كيلومترات من العاصمة الأوكرانية".