قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الإثنين 4 أبريل/نيسان 2022، إن تحديد مصير أوروبا الشرقية والوسطى ومنطقة البحر الأسود بأكملها يتم حالياً على الأراضي الأوكرانية.
جاء ذلك في خطاب ألقاه زيلينسكي عبر تقنية الفيديو أمام البرلمان الروماني، بعد عودته من زيارة لمنطقة "بوتشا" القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف، وقال زيلينسكي: "إن السبب الذي يجعل روسيا تدعو علناً إلى الإبادة الجماعية هو اعتقاد كبار المسؤولين الروس أن القادة الأوروبيين سوف يفشلون، وسيكونون ضعفاء، وأن أوروبا تفتقر إلى القيادة، وغير قادرة على الدفاع عن القيم التي وحَّدت القارة"، وفقاً لوكالة الأنباء الأوكرانية الوطنية.
زيلينسكي يدعو لمواجهة روسيا
زيلينسكي دعا كذلك إلى "الوقوف معاً" لإيقاف الأشخاص الذين اعتادوا الإفلات من العقاب، قائلاً: "يجب أن نوقف أولئك (الروس) الذين يريدون الإبادة الجماعية في أوروبا".
كما أشار إلى أن أوكرانيا "ليست الهدف الأخير للعدوان الروسي"، مؤكداً أن القوات الروسية "تحاول تجاوز مدينة "ميكولايف" (جنوب) والاستيلاء على "أوديسا" التي تبعد خطوة واحدة عن مولدوفا.
زيلينسكي قال كذلك: "لطالما قال مروجو الدعاية الحكومية الروسية إن مولدوفا أيضاً هدف للتوسع الروسي. لذلك، فإن دفاع الأوكرانيين عن دولتهم شرط أساسي مسبق لأمن واستقلال مولدوفا. وبالتالي فهو شرط أساسي للسلام في كامل منطقة نهر الدانوب الكبيرة".
العقوبات ليست كافية
في حين أكد زيلينسكي أن العقوبات المفروضة على روسيا "ليست كافية"، منوهاً إلى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي إغلاق الموانئ أمام السفن الروسية.
فيما شكر زيلينسكي الشعب الروماني على معاملته الكريمة للمهاجرين الأوكرانيين الذين "وجدوا الأمان في رومانيا"، حسب تعبيره. وقال: "مصيرنا هو أن نكون أقرب ما يمكن. مصيرنا أن نكون مدافعين عن الحرية في منطقتنا. مصيرنا أن نكون معاً في الأسرة الأوروبية".
كذلك، فقد دعا الشركات الرومانية إلى المشاركة في برنامج إعادة الإعمار في أوكرانيا بعد الحرب.
روسيا مسؤولة عن فظائع بوتشا
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين، إن من الواضح أن القوات الروسية مسؤولة عن الفظائع في بلدة بوتشا الأوكرانية، ولكنها أقرت بعدم تأكدها تماماً من طبيعة الوحدات التي كانت تعمل في المنطقة.
جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، قال كذلك في إفادة صحفية: "أعتقد أنه من الواضح تماماً، ليس فقط بالنسبة لنا ولكن للعالم، أن القوات الروسية مسؤولة عن الفظائع في بوتشا".
كما أضاف: "لا أعتقد أن بوسعنا الآن تحديد ماهية تلك الوحدات، وما إذا كانت من المتعاقدين أو من المقاتلين الشيشان، لكننا بالتأكيد لا ننفي أن هذه الفظائع ارتُكبت على أيدي الروس".
في حين أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، الإثنين، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على روسيا، جاء ذلك على خلفية تقارير تحدثت عن ارتكاب القوات الروسية فظائع ضد المدنيين في المناطق التي انسحبوا منها في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف.
كما قال سوليفان، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي، بالبيت الأبيض: "يمكنكم توقع إعلان مزيد من العقوبات هذا الأسبوع". وأضاف: "ننسق مع حلفائنا وشركائنا حول الأمر، عموماً نعم، هذا الأسبوع سيكون لدينا عناصر ضغط اقتصادي إضافية لنعلن عنها".
روسيا ترفض اتهامات أوكرانيا
من جانبه قال فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، الإثنين، إن بلاده ستقدم "أدلة عملية" لمجلس الأمن التابع للمنظمة، على أن قواتها لم تقتل مدنيين بأوكرانيا ولم تشارك في أحداث بوتشا.
كما أضاف نيبينزيا في مؤتمر صحفي: "لدينا أدلة عملية تدعم هذا. نعتزم تقديمها إلى مجلس الأمن في أقرب وقت ممكن؛ حتى لا ينخدع المجتمع الدولي بمؤامرة كييف الكاذبة ورعاتها الغربيين"
يذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.