واصل يهود من اليمين المتطرف، اليوم الثلاثاء 5 أبريل/نيسان 2022، اقتحاماتهم المسجد الأقصى المبارك، وأعلنوا جاهزيتهم لتقديم "قربان عيد الفصح" العبري، الذي يحل هذا العام في الفترة الواقعة بين 15 و21 من شهر رمضان الجاري، أي في (16-22 أبريل/نيسان الحالي).
تأتي هذه التحركات في وقت عقدت فيه لقاءات رسمية معلنة وغير معلنة من الجانب الإسرائيلي، مع دول عربية والسلطة الفلسطينية، تحسباً لأي تصعيد يشهده شهر رمضان في القدس والضفة الغربية.
اليهود يستعدون لعيد الفصح
قال أحد حاخامات "السنهدرين الجديد"، ويدعى يهوذا كروز، في كلمة ألقاها من داخل المسجد الأقصى إن "كل شيء جاهز لتقديم ذبيحة الفصح في جبل المعبد، وفي الوقت المحدد هنا مكان المذبح"، مشيراً إلى أن قبة السلسلة "بها خراف بلا عيوب، وكهنة جاهزون، لكن ينقصهم فقط تغيير الوعي، وأن يخطوا الخطوة الأولى".
وكثفت في الأيام الأخيرة دعوات قادة "السنهدرين الجديد" لتقديم قرابين الفصح في المسجد الأقصى، الذين من بينهم الحاخام يهوذا كروز، وهو حاخام مستوطنة متسبيه أريحا، ورئيس مدرسة مائير كاهانا الدينية، ويتبع له مئات التلاميذ، ويأخذ بفتواه الكثير من المتطرفين، بحسب منشور للباحث في شؤون القدس "عبد الله معروف" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وبحسب تعاليم هذه الجماعات المتطرفة، فإن القربان يجب أن يُذبح عشية عيد الفصح، في الرابع عشر من أبريل/نيسان، الذي يوافق مساء يوم الجمعة الرابع عشر من شهر رمضان، وأن يُنثر دمه عند قبة السلسلة، التي يزعم اليهود أنها بُنيت لـ"إخفاء آثار المذبح التوراتي.
من هم "السنهدرين الجديد"؟
وتسعى منظمة "السنهدرين الجديد" المتطرفة إلى إحياء مجلس القضاء الحاخامي، ودوره القيادي للمجتمع، وقد نجحت في بناء قاعدة من عشرات آلاف المتطرفين الذين يتبعونه، وهو يعتبر تحقيق كامل الطقوس في المسجد الأقصى هدفاً مركزياً له، ولذلك يتزعم جهود تقديم "قربان الفصح" فيه.
وخلال اليومين الماضيين، شارك عشرات الآلاف من حاخامات وهيئات يتبعونها من اليهود، ومن أبرز هؤلاء الحاخامات: الزعيم الروحي لمنظمات الهيكل ومؤسس "معهد الهيكل الثالث" يسرائيل أريئيل، ورئيس "مدرسة جبل الهيكل" الحاخام يعقوب مادان، وحاخام العفولة الحاخام رؤوفين أزولاي.
وتأتي اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى، خلال الشهر الكريم، كمحاولة استفزازية للمسلمين، رغم تحذيرات أمنية إسرائيلية من تصاعد العمليات خلال رمضان.
لكن التصعيد هذه المرة لم ينتظر شهر رمضان، وجاء مخالفاً للتوقعات الإسرائيلية، وهو ما خلق حالةً من القلق، انعكست على الحالة الأمنية في داخل مدن الكيان وعلى الحدود على جانبَي الخط الأخضر، وتلك الحملة العسكرية التي تضمنت هجمة شرسة على مدن الضفة، وعملية اعتقالات مكثفة، وفتح المجال بشكل أوسع أمام الجيش الإسرائيلي للاقتحامات اليومية.
إذ هزّت ثلاث عمليات خلال الأسبوعين الماضيين إسرائيل، حيث جاءت بعد فترة طويلة من الهدوء وتوقف العمليات داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، سواء تلك التي ينفذها فلسطينيون من مناطق الضفة الغربية، أو من داخل فلسطين المحتلة عام 1948.