صور قتلى مدينة “بوتشا” الأوكرانية تصدم الغرب.. كييف اتهمت روسيا بارتكاب “مجزرة”، وموسكو وتعلّق

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/04 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/04 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
أوكرانيا تتهم روسيا بارتكاب مجزرة في مدينة بوتشا - رويترز

أثارت صور القتلى بمدينة بوتشا في أوكرانيا صدمة لدى الدول الغربية الحليفة لكييف، التي اتهمت موسكو بأنها نفذت "مجزرة" بحق سكان المدينة قبل أن تنسحب منها، فيما نفت روسيا مسؤوليتها عن قتل المدنيين، واعتبرت أن صور الضحايا بالمدينة التقطت "بأوامر" أمريكية.

يأتي هذا بينما قالت السلطات الأوكرانية، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022 إنها تحقق في جرائم حرب روسية محتملة بعد العثور على مئات الجثث، بعضها لأشخاص تم تقييدهم وإطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة، في أنحاء بلدات قرب العاصمة كييف بعد انسحاب قوات روسية من المنطقة.

كانت صور صادمة قد نشرتها أوكرانيا وتُظهر جثامين منتشرة في شوارع بوتشا الواقعة شمال غرب العاصمة كييف، بعدما خرجت منها القوات الروسية، وكانت الجثث في وضعيات مختلفة، وبعضها ينظر إلى السماء بعيون مفتوحة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. 

رئيس بلدية المدينة اناتولي فيدوروك كان قد قال للوكالة الفرنسية: "لقد قتل كل هؤلاء الأشخاص، أُطلقت عليهم برصاصة في مؤخر الرأس"، كما اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بارتكاب "مجزرة متعمّدة" في بوتشا.

بالموازاة مع ذلك، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بارتكاب "مجزرة متعمّدة" في بوتشا، وكتب على تويتر "إن مجزرة بوتشا كانت متعمّدة. الروس يريدون القضاء على أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين. يجب أن نوقفهم ونطردهم. أطالب بعقوبات جديدة مدمرة من مجموعة السبع حالاً".

بدورها، أكدت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينديكتوفا أن السلطات الأوكرانية عثرت على 410 جثث في بلدات قرب كييف.

من جانبها، نشرت شركة "ماكسار" الأمريكية، الأحد 3 أبريل 2022، إن صور الأقمار الصناعية لمدينة بوتشا الأوكرانية تظهر خندقاً بطول 45 قدماً محفوراَ في أرض كنيسة، حيث تم اكتشاف مقبرة جماعية.

الشركة أوضحت أن الصور التي تم التقاطها في 31 مارس/آذار 2022، تأتي بعد صور سابقة من 10 مارس/آذار تظهر علامات الحفر في أراضي كنيسة سانت أندرو. وقالت وكالة رويترز إنه لم يتسن لرويترز على الفور التحقق من الصور.

صورة نشرتها شركة ماكسار لمقبرة قرب كنيسة – رويترز

الغرب يندد

صور القتلى في بوتشا أثارت ردود أفعال غربية واسعة، إذ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين 4 أبريل/نيسان 2022، إنه يجب فرض مزيد من العقوبات على روسيا بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مدنيين في بوتشا.

ماكرون قال في تصريح لإذاعة "فرانس إنتر" إن ثمة "أدلة واضحة جداً" تشير إلى أن القوات الروسية مسؤولة عن جرائم حرب في أوكرانيا.

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن "الهجمات البغيضة ضد المدنيين" في بوتشا واربين وقرب كييف، دليل على "أن روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا"، وفق تعبيره، مشيراً إلى أن بريطانيا ستشدد العقوبات وتزيد من الدعم العسكري رداً على ذلك.

جونسون أضاف في بيان الأحد 3 أبريل 2022: "سأفعل كل ما بوسعي لكبح الآلة الحربية (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين (…) نحن نكثف عقوباتنا ونزيد الدعم العسكري كما نعزز مساعداتنا الإنسانية لأولئك المحتاجين على الأرض".

في موقف مشابه لبريطانيا، أدانت ألمانيا عمليات القتل في بوتشا، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الأحد 3 أبريل 2022، إن فرض عقوبات أشد صرامة هو الثمن الذي يجب أن تدفعه روسيا عن "جرائم الحرب" في بوتشا الأوكرانية، ونددت بما وصفته "بالعنف غير المقيد" الذي يمارسه الرئيس الروسي بوتين.

الوزيرة الألمانية قالت على تويتر إن "الصور الواردة من بوتشا لا يمكن تحملها، وعنف بوتين غير المقيد يقضي على عائلات بريئة ولا يعرف حدوداً"، مضيفةً: "يجب محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب هذه. سنشدد العقوبات على روسيا ونساعد أوكرانيا على نحو أكبر في الدفاع عن نفسها".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد 3 أبريل 2022، إن صور القتلى المدنيين في بوتشا الأوكرانية أصابته "بصدمة شديدة"، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل "يفضي إلى محاسبة فعالة".

روسيا تعلّق

في تعليقها على تصريحات ومواقف الغرب، قالت وزارة الخارجية الروسية إن صور القتلى المدنيين في مدينة بوتشا كانت "بأوامر من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم لموسكو"، وفق تعبيرها، ونفت روسيا مزاعم أوكرانيا بأنها قتلت مدنيين في بوتشا.

المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت في مقابلة للتلفزيون الرسمي في وقت متأخر من مساء الأحد 3 أبريل 2022: "من هم أساتذة الاستفزاز؟ بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".

اعتبرت زاخاروفا أن التنديد الغربي الذي اجتذبته صور القتلى المدنيين على الفور يشير إلى "أن الرواية جزء من خطة لتشويه سمعة روسيا"، وأضافت: "في هذه الحالة، يبدو لي أن هذه التصريحات (بشأن روسيا) التي جاءت في الدقائق الأولى بعد ظهور هذه المواد لا تترك مجالاً للشك فيما يتعلق بمن ‭‭‭‭'‬‬‬‬أمر‭‭‭‭'‬‬‬‬ بهذه القصة".

كذلك رأت السلطات الروسية أن الصور واللقطات التي خرجت من بوتشا "استفزاز" يستهدف التشويش على محادثات السلام بين موسكو وكييف، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الصور "استعراض مسرحي جديد لفقه نظام كييف"، وفق تعبيرها. 

إضافة لذلك، طالبت روسيا باجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الإثنين لمناقشة ما قالت إنه "استفزاز من متطرفين أوكرانيين" في بوتشا.

يُذكر أن روسيا أرسلت عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، فيما وصفته بأنه عملية خاصة لتقليص القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية واستئصال من وصفتهم بأنهم قوميون خطرون.

واجهت القوات الأوكرانية الروس بشدة، وفرض الغرب عقوبات شاملة على روسيا في محاولة لإجبارها على سحب قواتها.

تحميل المزيد