قال سيرجي كاراجانوف المستشار الرئاسي السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه توقع حرب روسيا على أوكرانيا منذ عام 1997، وذلك في حواره مع مجلة New Statesman البريطانية يوم السبت 2 أبريل/نيسان 2022.
كاراجانوف أشار في حواره مع المجلة البريطانية، إلى أن بوتين قال في عام 2008 إنه إذا أصبحت عضوية أوكرانيا في التحالف أمراً محتملاً، فلن تكون هناك أوكرانيا، ورغم ذلك لم يستمع الغرب إلى هذه التهديدات.
روسيا تحاول إنهاء توسعات الناتو
المستشار الروسي قال كذلك إن الهدف الأول هو إنهاء توسع الناتو. وقد أضيف هدفان آخران: الأول هو نزع السلاح من أوكرانيا. والآخر هو نزع النازية، لأن هناك أشخاصاً في الحكومة الروسية قلقون من صعود القومية المتطرفة في أوكرانيا لدرجة أنهم يعتقدون أنها بدأت تشبه ألمانيا في الثلاثينيات. هناك أيضاً هدف لتحرير جمهوريات دونباس منذ ثماني سنوات من القصف المستمر.
المستشار الرئاسي السابق والذي يعمل أيضاً كرئيس فخري لمركز أبحاث موسكو التابع لمجلس السياسة الخارجية والدفاعية قال كذلك إنه كان هناك أيضاً اعتقاد قوي بأن الحرب مع أوكرانيا كانت حتمية- ربما بعد ثلاث أو أربع سنوات من الآن- والتي كان من الممكن أن تحدث على الأراضي الروسية نفسها. لذلك ربما قرر الكرملين أنه "إذا كان عليك القتال، فلنقاتل على أراضي شخص آخر".
رحيل زيلينسكي من رئاسة أوكرانيا
أما بخصوص استمرار الرئيس الأوكراني في السلطة، قال سيرجي كاراجانوف إن الوضع الآن في حالة من الضبابية بسبب الحرب، لذلك فالآراء والمواقف والأهداف تتغير، مضيفاً: " ربما اعتقد البعض أن الجيش الأوكراني سيرتب نوعاً من الانقلاب بحيث يكون لدينا قوة حقيقية في كييف يمكننا التفاوض معها، ويعتبر البعض أن زيلنيسكي مجرد دمية".
مضيفاً: "لا أعرف ماذا ستكون نتيجة هذه الحرب، لكنني أعتقد أنها ستشمل تقسيم أوكرانيا بطريقة أو بأخرى. نأمل أن يبقى شيء يسمى أوكرانيا في النهاية. لكن لا يمكن لروسيا أن (تخسر)، لذا فنحن بحاجة إلى نوع من الانتصار".
كذلك قال مستشار بوتين السابق: "إذا كان هناك شعور بأننا نخسر الحرب، فأعتقد أن هناك إمكانية محددة للتصعيد. هذه الحرب هي نوع من الحرب بالوكالة بين الغرب والبقية- روسيا هي كما كانت في التاريخ، قمة "البقية"- من أجل نظام عالمي مستقبلي، فروسيا تعتبرها حرباً وجودية".
تصادم مباشر
في سياق ذي صلة قال سيرجي كاراجانوف إن هناك احتمالاً متزايداً لحدوث صدام مباشر مع بولندا كذلك، مضيفاً: "لا نعرف ماذا ستكون نتيجة ذلك. ربما يقاتل البولنديون. هم دائماً على استعداد".
مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الخاصة بضرورة رحيل بوتين عن السلطة لا يجب أن تؤخذ على محمل الجد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أوكرانيا لا تضم مقاومة شعبية كبيرة، مضيفاً: "لست متأكداً مما إذا كانت هناك مقاومة مدنية هائلة كما تقترح، وليس مجرد شباب ينضمون إلى الجيش. على أي حال، لا أعرف ما إذا كانت أوكرانيا ستنجو".
حول استفادة أمريكا من الحرب قال المستشار الروسي السابق، إن واشنطن سوف تكسب من هذه الحرب بالفعل ولكن الخاسر الحقيقي هم الأوروبيون، بجانب أوكرانيا خاصة إذا استمرت أوروبا مع هذا الحماس الغامض للاستقلال عن الطاقة الروسية. لكن من الواضح أن الصين هي المنتصر في هذه القضية برمتها حسبما وصف، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن روسيا سوف تخسر كذلك.
مشدداً على أن هذه الحرب تمثل خطراً كبيراً على روسيا، فهي حرب وجودية لموسكو مضيفاً: "إذا لم نفُز بطريقة ما، فأعتقد أنه سيكون لدينا جميع أنواع التداعيات السياسية غير المتوقعة والتي هي أسوأ بكثير مما كانت عليه في بداية التسعينيات".
المستشار الروسي السابق قال كذلك: "لكنني أعتقد أننا سنتجنب ذلك، أولاً لأن روسيا ستفوز، مهما كان معنى ذلك النصر، وثانياً لأن لدينا نظاماً قوياً وقاسياً، لذلك في أي حال، أو إذا حدث الأسوأ، فلن تكون النتيجة حل الدولة وانهيارها. أعتقد أنه سيكون أقرب إلى نظام استبدادي قاسٍ".
يذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.