قال الكرملين، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، إن روسيا ستطلب مدفوعات بعملتها المحلية "الروبل" مقابل صادرات أخرى، واعتبر أن العقوبات الغربية التي تم فرضها على موسكو بسبب الهجوم على أوكرانيا، سرَّعت من تآكل الثقة بالدولار الأمريكي واليورو.
وكالة الإعلام الروسية نقلت عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله: "ليس لديّ أدنى شك في أن ذلك سيمتد في المستقبل ليشمل مجموعات جديدة من السلع"، مشيراً بذلك إلى طلب روسيا السابق الدفع بـ"الروبل" مقابل الغاز.
كذلك نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، قوله إن بلاده "ستصدر الغذاء والمحاصيل إلى الدول الصديقة فقط وبعملة الروبل أو بعملات تلك الدول".
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، أن موسكو ستبدأ بيع الغاز إلى "بلدان غير صديقة" بعملة "الروبل" المحلية بدلاً من اليورو والدولار، رداً على تجميد للأصول الروسية فرضته دول أجنبية بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
تمثل روسيا نحو 45% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز، وعادةً ما تسدد أوروبا ثمنه باليورو، وفيما نفذت الدول الأوروبية عقوبات واسعة على موسكو إلا أن قطاع الطاقة لم يتضرر حتى الآن.
محللون قالوا إن بوتين يحاول دعم العملة الروسية التي تضررت بشكل كبير منذ بدء الهجوم على موسكو، ومضايقة الدول الغربية التي فرضت عقوبات على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.
فينيسيوس رومانو، كبير المحللين في شركة ريستاد إنرجي، كان قد قال إنه "في الظاهر، تبدو محاولة لدعم الروبل بإجبار مشتري الغاز على شراء العملة التي تتراجع قيمتها باستمرار، لسداد ثمن الغاز"، بحسب ما نقله موقع Business Insider الأمريكي نهاية مارس 2022.
بدورها، اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، روسيا بالابتزاز بسبب قرار "الروبل"، وقالت إن هذه الخطوة ستكون خرقاً واضحاً للعقود.
من جانبه، حث محافظ البنك المركزي الأوكراني البنوكَ المركزية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وبريطانيا على حظر التعاملات بالروبل الروسي أو بروبل روسيا البيضاء بعد غزو روسيا لبلاده.
المحافظ كيريلو شيفتشنكو قال في بيان إن "حظر المدفوعات بالروبل الروسي سيجعل من الممكن إحباط خطط الدولة المعتدية للتحول إلى المدفوعات بعملتها الوطنية".
بدوره، قال البيت الأبيض، الخميس 31 مارس 2022، إنه يشهد "دعماً مصطنعاً للروبل" من البنك المركزي والحكومة الروسيين.
يُذكر أنه في 24 فبراير/ شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.