كشف انسحاب القوات الروسية من مناطق محيطة بكييف أدلة مروعة على "الفظائع التي ارتُكبت بحق المدنيين" الذين تناثرت جثثهم في ضواحي وبلدات المنطقة، التي حولتها حرب روسيا إلى جحيم، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.
الصحيفة قالت الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، إنه مع توغل المدرعات الأوكرانية في بلدة بوتشا شمال غرب العاصمة، وجدت دبابات ومركبات عسكرية روسية متفحمة تسد الشوارع، وجثث مدنيين متناثرة هنا وهناك، قال السكان المحليون إنهم قتلوا على أيدي القوات الغازية دون أن يصدر عنهم أي استفزاز.
مدرعات متفحة وجثث متناثرة
أظهرت صور من البلدة حجم الدمار، حيث اصطفت أعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات المتفحمة والمدمرة على طول أحد الشوارع مع جثث القتلى.
كما شاهد مراسلون من وكالة الأنباء الفرنسية ما لا يقل عن 20 جثة، كلها بملابس مدنية، متناثرة في شارع واحد في بوتشا، وعُثر على جثة المصور الأوكراني المفقود مكسيم ليفين في قرية مجاورة.
أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن ثلاثة من هؤلاء كانوا عالقين في دراجاتهم، فيما سقط آخرون قريباً من سيارات مسحوقة.
بينما قال صحفيون وصلوا إلى البلدة المنكوبة إن أحدهم كانت يداه مقيدتين خلف ظهره بقطعة قماش بيضاء، وجواز سفره الأوكراني كان مفتوحاً بجانب جثته.
من جهته، قال عمدة بلدة بوتشا أناتولي فيدوروك لوكالة فرانس برس: "كل هؤلاء قتلوا"، مضيفاً أن 280 جثة أخرى دفنت في مقابر جماعية في البلدة. وقال: "هذا ما يفعله الاحتلال الروسي".
"جرائم حرب" في أوكرانيا
ربط الجنود الأوكرانيون في بوتشا، الذين رحب بهم سكان البلدة ترحيباً حاراً، أسلاكاً بالجثث وسحبوها من الشارع خشية أن تكون مفخخة.
فيما أزال الجنود أيضاً الحواجز وفحصوا الأجسام المريبة، ووضعوا قطع قماش حمراء على بقايا الذخائر غير المنفجرة للفت الانتباه إلى احتمال انفجارها.
بعد تحرير البلدة، قالت سيدة تدعى هالينا توفكاش (55 عاماً) لصحيفة The Guardian إنها تبحث عن جثة زوجها أوليغ (62 عاماً) الذي قُتل على يد جيش روسيا مع جيرانهما، صبيان وأمهما، أثناء محاولتهم الفرار من المدينة يوم 5 مارس/آذار. وقال نجل هالينا: "هذه جريمة حرب".
يُقال أيضاً إن من بين المدنيين الذين قتلوا على أيدي روسيا أولها سوخينكو، رئيسة قرية موتيزين شرقي كييف، وعائلتها بأكملها.
اتهام روسيا باستخدام الأطفال
في اتهام آخر بارتكاب جرائم حرب، قيل إن القوات الروسية استخدمت الأطفال "دروعاً بشرية" أثناء إعادة تنظيم صفوفها.
إذ يجمع المدعي العام الأوكراني ملف ادعاءات حول استغلال الروس الأطفالَ في المنطقة لتفادي قصفهم أثناء انسحابهم من العاصمة الأوكرانية وأماكن أخرى.
بينما قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، إنها فزعت "من الفظائع المرتكبة في بوتشا ومدن أخرى في أوكرانيا".
كما قالت الوزيرة في تغريدة السبت 2 أبريل/نيسان: "التقارير التي تتحدث عن استهداف قوات روسيا لمدنيين أبرياء مخيفة. والمملكة المتحدة تعمل مع جهات أخرى لجمع الأدلة ودعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب. والمسؤولون سيُحاسبون".