حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ارتفاع تكاليف المواد الغذائية الأساسية في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المعتمدة بشكل رئيسي على الاستيراد يدفع بشعوب المنطقة إلى "نقطة انهيار"، يحسب ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022.
برنامج الأغذية العالمي قال في بيانٍ الخميس، 31 مارس/آذار 2022 إن الهجوم الروسي على أوكرانيا ساهم في ارتفاع تكاليف الدقيق والزيوت النباتية، وذلك تزامناً مع شهر رمضان، حيث يجتمع المسلمون في مختلف أرجاء المنطقة مساءً لتناول وجبة الإفطار مع الأصدقاء والعائلة يومياً.
وقالت كورين فليشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "نشعر بقلقٍ شديد على الملايين في هذه المنطقة ممن يعانون بالفعل للوصول إلى الغذاء نتيجة الصراعات، وتغير المناخ، والتداعيات الاقتصادية لكوفيد-19، فيما أطلقت الأزمة الروسية الأوكرانية موجات ارتفاع في أسواق الغذاء، مما يؤثر على جميع البيوت في هذه المنطقة بدون استثناء".
ارتفاعات "مجنونة" في الأسعار
وأفادت الوكالة بأن تكلفة سلة الغذاء الأساسية في لبنان، أي الحد الأدنى الذي تحتاجه الأسرة من الطعام شهرياً، ارتفعت بنسبة 351% مقارنةً بالعام الماضي، فيما تعاني البلاد من أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
في الوقت ذاته شهدت سوريا ارتفاعاً بنسبة 97%، بينما وصل الرقم إلى 81% في اليمن مقارنةً بالعام الماضي. وتعتمد الدول الثلاث بالكامل على واردات المواد الغذائية، كما سجلت جميعها انخفاضاً حاداً في قيمة عملاتها.
يُذكر أن روسيا وأوكرانيا تنتجان نحو ربع قمح العالم. وتعتمد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديداً على واردات القمح من موانئ البحر الأسود، والتي توقفت عملياتها منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
إذ يستورد لبنان 52% من قمحه من روسيا. ولا يستطيع لبنان أن يحتفظ إلا بإمدادات شهرٍ واحد فقط من القمح، بسبب انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020 الذي دمر صوامع حفظ الحبوب.
كما تعتمد سوريا هي الأخرى على إمدادات القمح الروسية بشكلٍ كبير، حيث تراجع إنتاجها المحلي بشكلٍ كبير عن مستوياته ما قبل الحرب هناك.
في الوقت ذاته ارتفعت المخاوف بين وكالات الإغاثة حول التأثير المحتمل لتعطل إمدادات القمح في اليمن، التي تستورد أكثر من 30% من قمحها عبر روسيا.
حيث قالت كورين: "تسببت الأزمة الأوكرانية في تحويل أوضاع التمويل من سيئ إلى أسوأ. وهناك احتياجاتٌ إنسانية عاجلة تتطلب الاهتمام. وقد اعتاد المانحون مساعدتنا في السنوات الأخيرة على توفير الغذاء للملايين في المنطقة. لكن الوضع حرجٌ الآن وأصبحنا نحتاج لسخاءٍ أكبر".