أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، الإثنين 28 مارس/آذار 2022، تحويل "قمة النقب" إلى منتدى دائم، معتبراً أن تعزيز العلاقات بين إسرائيل و"الشركاء العرب" سيردع إيران، فيما أعلنت واشنطن أنها ستواصل دعمها لعملية التطبيع.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي ختامي جمع لابيد مع نظرائه من أمريكا، ومصر، والإمارات، والبحرين، والمغرب، عقب قمة استضافتها صحراء النقب.
لابيد قال في كلمته إن "ما نقوم به هنا هو صنع التاريخ وبناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي"، وأضاف: "هذه التركيبة الجديدة، والقدرات المشتركة التي نبنيها، ترهب وتردع أعداءنا المشتركين وفي مقدمتهم إيران ووكلاؤها".
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مواصلة دعم بلاده لعملية التطبيع مع إسرائيل، وقال في المؤتمر الصحفي إن "اتفاقات أبراهام (اتفاقيات التطبيع) ليست بديلاً عن التقدم في المباحثات مع الفلسطينيين".
بلينكن أضاف في تعليقه على قمة النقب: "نعمل معاً لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة القادمة من إيران وحلفائها".
بدوره، دعا وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني إلى مواصلة "الحوار المشترك"، وقال أمام نظرائه المشاركين بالقمة: "نؤسس لتعايش وتعاون بين المشاركين ونبني شبكات تعاون وثقة بيننا".
من جهته، وصف وزير الخارجية المصري سامح شكري المحادثات في قمة النقب بأنها كانت "بناءة وعميقة"، وقال إنها "تعالج التحديات المتعددة التي تواجهها منطقتنا"، وأضاف أن "هذه الجولة من المناقشات جعلتنا نبحث سبل تطوير رؤيتنا المشتركة والإبقاء على مصداقية حل الدولتين".
إلى ذلك، أشاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بالعلاقات بين الرباط وتل أبيب، وقال إن المغرب وإسرائيل حققتا الكثير في مجال الرحلات المباشرة، مشيراً إلى أنه سيكون هنالك زيارات ثنائية بين الجانبين.
أضاف بوريطة: "نحن هنا لنكون قوة للسلام ونظهر بأن هناك فرصة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
من جهته، وصف وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد اللقاء في قمة النقب بأنه "لحظة تاريخية"، وقال: "ما نحاول فعله هو تغيير السردية وبناء مستقبل مختلف".
في سياق متصل، أدان الوزراء جميعاً في قمة النقب الهجوم الذي حدث الأحد 28 مارس 2022، في منطقة الخضيرة الواقعة على بعد حوالي 50 كيلومتراً إلى الشمال من تل أبيب، والتي أدت لمقتل جنديين وإصابة عشرة آخرين.
تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنى مسؤوليته عن الهجوم الذي مثل عنصر مفاجأة للسلطات الإسرائيلية، والذي جاء بالتزامن مع موعد عقد قمة النقب.
يُذكر أن الإمارات والبحرين هما أول دولتين خليجيتين طبّعتا علاقاتهما مع إسرائيل في أيلول/سبتمبر 2020 في إطار "اتفاقات أبراهام"، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ثم تبعهما المغرب والسودان، أما مصر فكانت قد طبَّعت العلاقات مع تل أبيب منذ العام 1977.