أطلق جنود روس سراح عمدة بلدة في أوكرانيا احتلوها، ووافقوا على الرحيل منها بعد احتجاج جمع غفير من سكانها، الذين تحدّوا إطلاق القوات الروسية الرصاص في الهواء، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 26 مارس/آذار 2022.
هذه البلدة التي سيطرت عليها القوات الروسية تسمى سلافوتيتش، وتقع في شمال أوكرانيا، قريباً من محطة تشرنوبيل النووية، لكن القنابل الصوتية وإطلاق النيران في الهواء فشلا في تفريق المحتجين العزل في ساحتها الرئيسية، يوم السبت 26 مارس/آذار.
سكان سلافوتيتش رفضوا الاستسلام
طالب المحتجون بالإفراج عن العمدة يوري فوميتشيف، الذي أسرته القوات الروسية، وفشلت محاولات القوات الروسية لترهيب هذه الاحتجاجات المتنامية، وظهيرة يوم السبت أطلقت سراح فوميتشيف، حسب الصحيفة البريطانية.
فيما اتفق الروس مع أهالي البلدة على الرحيل إذا سلم من يحملون السلاح أسلحتهم إلى العمدة، مع إعفاء من يحملون بنادق صيد. وقال فوميتشيف للمحتجين إن الروس وافقوا على الانسحاب "لو أن المدينة خلت من الجيش الأوكراني".
كما قال العمدة إن الاتفاق كان أن يفتّش الروس عن الجنود الأوكرانيين والأسلحة ثم يرحلون، وستظل نقطة تفتيش روسية واحدة على حدود المدينة.
هذا الحادث يسلط الضوء على الصعوبة الشديدة التي تواجهها القوات الروسية حتى في المناطق التي حققت فيها انتصارات عسكرية، وفق ما قالته الصحيفة البريطانية.
تقع بلدة سلافوتيتش، التي يبلغ تعداد سكانها 25 ألف نسمة، على أطراف ما يسمى بمنطقة الحظر حول تشيرنوبيل.
فيما قال أولكسندر بافليوك، حاكم منطقة كييف، التي تضم سلافوتيش: "عمد الروس إلى إطلاق النار في الهواء، وألقوا قنابل صوتية على جموع المحتجين، لكن هذا لم ينجح في تفريقهم، بل على العكس، توافد المزيد منهم".
روسيا تقلص طموحاتها في أوكرانيا
بينما قالت وكالة رويترز إنه بعد أكثر من أربعة أسابيع على بدء الصراع، فشلت روسيا في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى، وأشارت موسكو إلى أنها قلصت طموحاتها العسكرية للتركيز على الأراضي التي يطالب بها الانفصاليون المدعومون من روسيا في الشرق.
رغم ذلك وردت أنباء عن قتال عنيف في عدد من الأماكن، السبت، ما يشير إلى أنه لن تكون هناك تهدئة سريعة في الصراع، الذي أودى بحياة الآلاف، ودفع حوالي 3.7 مليون للجوء إلى الخارج، فضلاً عن نزوح أكثر من نصف أطفال أوكرانيا عن ديارهم، وفقاً للأمم المتحدة.
في وقت سابق، قال أولكسندر بافليوك، حاكم منطقة كييف، إن القوات الروسية استولت على بلدة سلافوتيتش، القريبة من الحدود مع روسيا البيضاء، حيث يعيش عمال محطة تشرنوبيل القريبة.
أضاف أن الروس فتحوا النار في الهواء وألقوا قنابل صوتية لتفريق بعض السكان المحتجين، الذين رفعوا علماً كبيراً لأوكرانيا، وهتفوا "المجد لأوكرانيا". ولم يتسنّ لرويترز التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل.