اتفق قادة دول حلف شمال الأطلسي، الخميس 24 مارس/آذار 2022، على تعزيز الجناح الشرقي للحلف في مواجهة الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا، محذرين موسكو من استخدام الأسلحة الكيماوية، وذلك في قمة ثلاثية غير مسبوقة عقدت في بروكسل، ناقش فيها زعماء حلف الناتو ودول مجموعة السبع الغنية والاتحاد الأوروبي أسوأ صراع نشب في القارة منذ حروب البلقان في التسعينيات.
سعى الغرب خلال القمة التي جمعت زعماء الدول الثلاثين لأعضاء الحلف، للتأكيد على وحدتهم في وجه الروس، قائلين: "ما زلنا على قلب رجل واحد في معارضتنا للعدوان الروسي ومساعدة أوكرانيا حكومة وشعباً، والدفاع عن أمن جميع الحلفاء"، بحسب البيان الختامي للاجتماع.
مخرجات اجتماع الناتو الاستثنائي
أما عن نتائج القمة، فقد اتفق الزعماء على تشكيل أربع مجموعات قتالية أخرى في أربع دول شرق أوروبا، وهي بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، بينما زادت واشنطن ولندن من حجم مساعداتهما لأوكرانيا، ووسعتا العقوبات لتشمل شخصيات جديدة، بينها امرأة قالت لندن إنها ابنة زوجة وزير الخارجية الروسي، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
كما انهال الزعماء الغربيون بالمساعدات العسكرية والإنسانية على أوكرانيا، فيما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين بأنه "همجي".
وأضاف بايدن، خلال زيارته لأوروبا لبحث الغزو الروسي لأوكرانيا، أن قادة الحلف سيضعون أيضاً خططاً لقوات وقدرات إضافية قبل قمتهم المقررة في يونيو/حزيران.
أما بريطانيا فقد نددت بغزو موسكو لجارتها باعتباره شكلاً من أشكال "الهمجية".
كما لم تغب الصين عن أعين الغرب، فقد حذر قادة أوروبا والناتو بكين من دعم الحرب التي تشنها روسيا.
الناتو قلق من استخدام الأسلحة الكيماوية
في الوقت ذاته، أعرب المشاركون في القمة عن قلقهم الواضح من طبيعة المرحلة المقبلة في أوكرانيا، فقد حذروا من نية روسيا استخدام الأسلحة الكيماوية في المعارك الحاصلة بين الروس وأوكرانيا.
فمن جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن روسيا ربما تكون بصدد محاولة لاختلاق ذريعة لاستخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا، وذلك عن طريق اتهام الولايات المتحدة وحلفائها بأنهم يستعدون لشن مثل هذا الهجوم.
ستولتنبرغ أضاف للصحفيين بعد قمة لزعماء الحلف في بروكسل: "نحن قلقون، جزئياً لأننا نرى هذا اللغط ونرى أن روسيا تحاول اختلاق ذريعة من نوع ما من خلال اتهام أوكرانيا والولايات المتحدة والحلفاء في حلف شمال الأطلسي بالاستعداد لاستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية"، مردفاً أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية ستكون له عواقب واسعة النطاق.
ومضى ستولتنبرغ قائلاً: "هناك خطورة من أن (هجوماً بالأسلحة الكيماوية) سيكون له أثر مباشر على الشعوب التي تعيش في دول حلف شمال ألأطلسي؛ لأننا يمكن أن نرى التلوث، يمكن أن نرى انتشار المواد الكيماوية أو الأسلحة البيولوجية في دولنا".
كما تناول أيضاً بوريس جونسون ما وصفها بـ"المزاعم الروسية" بشأن وجود مصانع كيميائية مفترضة في أوكرانيا، وقال: "عندما يبدأ الروس بالحديث عن أن هناك مصانع في أوكرانيا تنتج أسلحة بيولوجية أمريكية، فأنت تعلم أن هذه مقدمة لعملية مزيفة ويمكنهم فعل شيء ما بشكل جيد".
وأضاف: "لكنني أعتقد أنه سيكون خطأ فادحاً وكارثياً بالنسبة لبوتين، إذا فعل ذلك. أعتقد أنه سيكون كارثة بالنسبة له إذا فعل ذلك. وأعتقد أنه يفهم ذلك".
من جانبها، يقول مسؤولون إن الناتو ليس لديه معلومات استخباراتية "مباشرة" تشير إلى أن بوتين يستعد لاستخدام أسلحة كيماوية، لكن الخطاب الروسي أثار قلقهم.