قال رئيس لجنة الطاقة في مجلس الدوما الروسي، بافل زافالني، الخميس 24 مارس/آذار 2022، إن روسيا تدرس قبول عملة البيتكوين الإلكترونية مقابل بيع صادراتها من النفط والغاز، وذلك بعد وقت قصير من مطالبة بوتين الدولَ "غير الصديقة" بدفع الروبل بدلاً من الدولار واليورو، وفي المقابل يمكن بيع صادرات الطاقة للدول "الصديقة" مثل الصين وتركيا بالعملات المحلية لهذه الدول.
وأبدى المسؤول الروسي مرونة حيال العملة الرقمية، مشيراً إلى أن موسكو تنظر فيها كطريقة بديلة عن العملات العادية، حسبما نقلت شبكة "سي أن بي سي" الأميركية.
تهدف هذه الخطوة على ما يبدو إلى تعزيز العملة الروسية التي فقدت أكثر من 20% من قيمتها منذ مطلع العام الجاري، لاسيما بعد العقوبات التي فرضتها بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وتأثير ذلك بزيادة الضغط على الروبل الروسي ورفع تكاليف المعيشة فيه.
ومع ذلك لا تزال روسيا أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وثاني أكبر مورد للنفط، حسب "بي بي سي".
الصين وتركيا من "الدول الصديقة"
روسيا أبدت انفتاحها على قبول العملات المحلية من دول "صديقة" مثل تركيا والصين اللتين "لم تشاركا في ضغط العقوبات" حسب زافالني، الذي قال إن بلاده "مستعدة لتكون أكثر مرونة في ما يتعلق بخيارات الدفع".
وأضاف: "اقترحنا على الصين منذ وقت طويل التحول إلى التسويات بالعملات الوطنية بين الروبل واليوان، ومع تركيا بالليرة والروبل".
محللون يرون أن روسيا قد تستفيد من قبول العملة المشفرة الشهيرة "البيتكوين" على الرغم من المخاطرة الموجودة، حسبما ذكرت "بي بي سي".
وهناك مخاوف من أن روسيا قد تلجأ إلى خيار العملات الافتراضية بالفعل من أجل تجنب العقوبات الغربية.
يشار إلى أن البيتكوين ارتفعت، عقب تصريحات مسؤول الطاقة الروسي، بنسبة نحو 4% خلال الساعات الـ24 الماضية، لتصل إلى 44 ألف دولار تقريباً.
بوتين يشترط "الروبل"
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، إن موسكو ستبدأ بيع الغاز إلى "بلدان غير صديقة" بعملة "الروبل" المحلية بدلاً من اليورو والدولار، رداً على تجميد للأصول الروسية فرضته دول أجنبية بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
بوتين أوضح أن التغييرات الجديدة ستؤثر فقط على عملة الدفع، وأن الحكومة والبنك المركزي أمامهما أسبوع للتوصل إلى حل بشأن كيفية نقل هذه العمليات إلى العملة الروسية.
وفي اجتماع لبوتين مع مسؤولين في الحكومة بالعاصمة موسكو، قال إن الدول الغربية اتخذت خطوات غير مشروعة بتجميد الأصول الروسية، واعتبر أن "الغرب أضر بالفعل بالثقة بعملته، ويعلم الجميع الآن أن الالتزامات بالدولار واليورو قد لا يتم الوفاء بها".
بوتين أضاف أنه "لا معنى لتلقي روسيا مدفوعات الصادرات بالدولار واليورو، لم يعد يعنينا قط تلقي المدفوعات بالدولار واليورو وبعض العملات عندما نورّد بضائعنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ونخطط للتحول إلى الروبل الروسي لمدفوعات مبيعات الغاز الطبيعي للدول غير الصديقة".
كذلك، أكد بوتين أن روسيا ستستمر في إمداد الغاز الطبيعي وفقاً للسعر والحجم المحدَّدَين في العقود الموقعة مسبقاً، مشدداً على أن بلاده تقدّر سمعتها التجارية كشريك ومورّد موثوق به، وأوضح أنه أصدر تعليماته للحكومة الروسية وشركة "غازبروم" لبدء عملية تحويل المدفوعات إلى الروبل في مبيعات الغاز الطبيعي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".