عبر زعماء أوروبيون، الخميس 24 مارس/آذار 2022، عن اعتراضهم استخدام الروبل الروسي مقابل شراء النفط والغاز من روسيا، معتبرين أن المطالب الروسية بهذا الخصوص قد تشكل "خرقاً" لعقود التوريد، بينما وصفتها ألمانيا وإيطاليا بأنها تشكل "انتهاكاً" لعقود إمدادات الطاقة.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر، الأربعاء 23 مارس/آذار الجاري، بتلقي مدفوعات الطاقة بالعملية المحلية "الروبل"؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، وزيادة المخاوف من تعطل الإمدادات في الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد على روسيا لتغطية 40% من احتياجاته من الغاز.
ألمانيا وإيطاليا وصفتا مطالب بوتين بأنها "انتهاك" لعقود إمدادات الطاقة.
بينما قال المستشار الألماني أولاف شولتس "إن العقود تتضمن بنوداً محددة بشأن العملة التي يتعين على الشركات الألمانية استخدامها مقابل الوقود الأحفوري الروسي".
في كلمة له أمام زعماء أوروبا في قمة الاتحاد أمس الخميس 24 مارس/آذار، قال شولتس إن "هناك عقوداً ثابتة، والعملة التي سيتم استخدامها للدفع مقابل الواردات جزء من هذه العقود.. وفي معظم الحالات تنص على استخدام اليورو أو الدولار".
بدورها، دعمت إيطاليا موقف الحليفة الأوروبية برلين، وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، إن "هذا في الأساس خرق للعقد، من المهم أن نفهم ذلك".
وحظي الموقف الألماني والإيطالي بتأييد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، واصفة الخطوة الروسية بأنها "ليست سوى محاولة من روسيا للالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي".
وأضافت: "لن نسمح بالالتفاف على عقوباتنا. لقد ولّى العهد الذي يمكن فيه استخدام الطاقة لابتزازنا".
بوتين يشترط "الروبل"
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، إن موسكو ستبدأ بيع الغاز إلى "بلدان غير صديقة" بعملة "الروبل" المحلية بدلاً من اليورو والدولار، رداً على تجميد للأصول الروسية فرضته دول أجنبية بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
بوتين أوضح أن التغييرات الجديدة ستؤثر فقط على عملة الدفع، وأن الحكومة والبنك المركزي أمامهما أسبوع للتوصل إلى حل بشأن كيفية نقل هذه العمليات إلى العملة الروسية.
وفي اجتماع لبوتين مع مسؤولين في الحكومة بالعاصمة موسكو، قال إن الدول الغربية اتخذت خطوات غير مشروعة بتجميد الأصول الروسية، واعتبر أن "الغرب أضر بالفعل بالثقة بعملته، ويعلم الجميع الآن أن الالتزامات بالدولار واليورو قد لا يتم الوفاء بها".
بوتين أضاف أنه "لا معنى لتلقي روسيا مدفوعات الصادرات بالدولار واليورو، لم يعد يعنينا قط تلقي المدفوعات بالدولار واليورو وبعض العملات عندما نورّد بضائعنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ونخطط للتحول إلى الروبل الروسي لمدفوعات مبيعات الغاز الطبيعي للدول غير الصديقة".
كذلك، أكد بوتين أن روسيا ستستمر في إمداد الغاز الطبيعي وفقاً للسعر والحجم المحدَّدَين في العقود الموقعة مسبقاً، مشدداً على أن بلاده تقدّر سمعتها التجارية كشريك ومورّد موثوق به، وأوضح أنه أصدر تعليماته للحكومة الروسية وشركة "غازبروم" لبدء عملية تحويل المدفوعات إلى الروبل في مبيعات الغاز الطبيعي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".