قالت صحيفة The Times البريطانية إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لم يُر علناً منذ نحو أسبوعين، ما أثار النقاش حول السر وراء هذا "الاختفاء" واستدعاء مزاعم بأنه يعاني علةً صحية، في ظل غياب رئيس الأركان العامة لروسيا الجنرال فاليري غيراسيموف منذ التوقيت ذاته، لا سيما مع التعثر الغالب على تحركات القوات الروسية في أوكرانيا، بعد مضي شهر كامل على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وكان شويغو ظهر آخر مرة في 11 مارس/آذار الجاري، عندما أجرى محادثات مع نظيره التركي، خلوصي أكار. وأعقب ذلك بزيارة مستشفى عسكري في موسكو لتقديم أوسمة لجنود مصابين.
وكان من اللافت أن آخر ظهور لرئيس الأركان العامة لروسيا الجنرال فاليري غيراسيموف كان هو الآخر في اليوم نفسه (11 مارس/آذار).
التلفزيون الروسي الرسمي ذكر في 18 مارس/آذار أن شويغو زارَ الجنود مرة أخرى في المستشفى، لكن الفيديو المصاحب للتقرير التلفزيوني كان يعود إلى أسبوع سابق، كما أنه من النادر أن يبقى وزير الدفاع المقرب من بوتين بعيداً عن أعين الجمهور مدةً طويلة.
وكان مصدر مقرب من الوزير، لكنه لم يذكر اسمه، قال لموقع Agentstvo الاستقصائي الروسي إن هناك مزاعم بأن شويغو، الذي يبلغ من العمر 66 عاماً، مصاب بعللٍ في القلب. لكن لم تعلق وزارة الدفاع الروسية ولا الكرملين على ذلك.
بوتين "غاضب"
يأتي الاختفاء الغامض لوزير الدفاع الروسي شويغو ورئيس الأركان غيراسيموف وسط تقارير تزعم أن بوتين "غاضب" على أجهزته الأمنية بسبب "إخفاقات استخباراتية" سبقت قرار إرسال قواته إلى أوكرانيا.
وكانت وسائل إعلام زعمت أن الجنرال رومان غافريلوف، نائب رئيس الحرس الوطني، اُحتجز من قبل الأمن الفيدرالي الأسبوع الماضي. في ظل مزاعم حول أن غافريلوف استُجوب في موسكو بشأن تسريبات عن تحركات القوات الروسية في أوكرانيا، زُعم أنها أدت إلى مقتل أكثر من 100 جندي.
ومع ذلك، ذكرت صحيفة Kommersant الروسية أن غافريلوف أُطلق سراحه من دون اتهامه بشيء، لكنه أُقيل من منصبه. وقال ألكسندر خينشتاين، النائب عن حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه بوتين، للتلفزيون الحكومي، إن التقرير عن غافريلوف ليس إلا "تزييفاً محضاً". ولم يصدر تعليق رسمي آخر.
جاء ذلك في أعقاب تقارير أخرى زعمت أن سيرغي بيسيدا، رئيس الاستخبارات الخارجية في "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" (FSB)، ونائبه أناتولي بوليوخ، وُضعا قيد الإقامة الجبرية بسبب تقديمهما تقييمات مفرطة في التفاؤل بشأن غزو أوكرانيا في مرحلة الإعداد له.
"قتل قائد كبير"
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قالت، الجمعة 18 مارس/آذار الجاري، إن قائداً كبيراً في فوج المظليين التابع للحرس 331 في الجيش الروسي قد قُتل، في ثالث حادثة لمقتل مسؤول عسكري روسي برتبة عالية منذ بدء الهجوم على كييف المستمر منذ قرابة شهر.
بحسب تغريدة عبر تويتر، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن جنودها قضوا على قائد الفوج 331 من الجيش الروسي، العقيد سيرجي سوخاريف، ولكنها لم تذكر المكان أو الزمان اللذين قُتل فيهما بالتحديد، فيما تتجنب موسكو التعليق على خسائرها بشكل عام.
من جانبه، قال متحدث باسم مركز الاتصالات الاستراتيجية وأمن المعلومات في أوكرانيا، في بيان: "من المعروف أن فوج سوخاريف قاتلَ ضد أوكرانيا خارج مدينة إيلوفيسك في دونباس في عام 2014 وشارك أيضاً في كل من الحرب الشيشانية والجورجية عام 2008".
فيما اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية سوخاريف بارتكاب "جريمة حرب" أثناء قتاله في دونباس الانفصالية عام 2014.
وسائل إعلام أوكرانية تحدثت عن مقتل الرجل الثاني في القيادة، اللواء سيرجي كريلوف، ولكن وزارة الدفاع الأوكرانية لم تعلن عن ذلك.