وصفت كوريا الجنوبية التجربة الصاروخية التي أطلقتها جارتها الشمالية صباح الخميس 24 مارس/آذار 2022، بـ"الأولى من هذا النوع من القوة منذ 2017″، فيما أكدت اليابان أن المقذوف الكوري الشمالي سقط في أراضيها، فيما نددت واشنطن بالحادثة.
كانت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية قد قالت صباح الخميس إن بيونغ يانغ استخدمت صاروخاً باليستياً بعيد المدى في أحدث تجاربها.
في وقت لاحق، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي-إن" أن المقذوف الذي أطلقته كوريا الشمالية هو صاروخ باليستي عابر للقارات؛ "ما يشكل أول استخدام من قبل بيونغ يانغ لسلاح على هذا القدر من القوة منذ 2017″، حسب قوله.
في السياق ذاته، قال مون في بيان إن الخطوة التي قامت بها جارة بلاده الشمالية تشكل "خرقاً لتعليق إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الذي وعد به الزعيم (الكوري الشمالي) كيم جونغ أون المجتمع الدولي"، وخرقاً أيضا لعقوبات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.
فيما أشار محللون إلى أن الاختبار كان لما يسمى بـ"الصاروخ الوحش" أو "هواسونغ 17″، وهو نظام جديد من الصواريخ العابرة للقارات لم يتم إطلاقه سابقاً. وأجرت بيونغ يانغ الأحد تجارب عديدة براجمات صواريخ، وفقاً للجيش الكوري الجنوبي.
الصاروخ سقط في اليابان
من جانبها، قالت اليابان إن مقذوفاً كورياً شمالياً يرجح أنه صاروخ باليستي عابر للقارات، سقط في منطقتها الاقتصادية الخالصة، على بعد نحو 150 كلم إلى الغرب من سواحلها الشمالية، وفق مسؤولين حكوميين.
وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع ماكوتو أونيكي: "تحليلنا الراهن يؤشر إلى أن صاروخاً باليستياً حلق مدة 71 دقيقة وسقط قرابة الساعة 15:44 بالتوقيت المحلي، (06:44 بتوقيت غرينتش) في المياه ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان في بحر اليابان، على مسافة نحو 150 كلم شرق شبه جزيرة هوكايدو أوشيما"، مرجحاً أن يكون "صاروخاً باليستياً جديداً عابراً للقارات" نظراً إلى تحليقه على ارتفاع أكثر من ستة آلاف متر.
على الطرف الآخر من البحر، قالت القيادة العسكرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادي إن الولايات المتحدة تندد بأحدث تجارب كوريا الشمالية الصاروخية.
وأضافت القيادة أن الإطلاق لا يشكل تهديداً مباشراً لأراضي الولايات المتحدة أو حلفائها لكنها دعت كوريا الشمالية إلى الامتناع عن المزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار.
كانت كوريا الشمالية قد أثارت قلق واشنطن بعد استئنافها بشكل كبير اختبارات الصواريخ طويلة المدى، حيث كشف مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، في 10 مارس/آذار، أن بيونغيانغ استخدمت في الآونة الأخيرة ما يعد أكبر منظومة صواريخ باليستية تملكها الدولة في عمليتي إطلاق سريتين.
وصفت واشنطن تجارب الصواريخ الباليستية بأنها "تصعيد خطير يتطلب رداً عالمياً موحداً"، فيما أصدرت سيول إدانة شديدة وحثت بيونغيانغ على الكف فوراً عن التصرفات التي تزيد من حدة التوتر.
يشار إلى أن كوريا الشمالية جمدت تجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والتجارب النووية في عام 2017 بعد إطلاق أول صواريخها القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، ولم تجر منذ ذلك الحين أيضاً أي تجارب لأسلحة نووية، لكن زعيم البلاد كيم جونغ أون هدد بالعودة إلى تلك التجارب.