بوادر انقسام بمجموعة العشرين بسبب روسيا! واشنطن وحلفاؤها يدرسون استبعادها وهذه الدول قد تعرقل قرارهم

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/23 الساعة 05:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/23 الساعة 05:23 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي بوتين في اجتماع لمجموعة العشرين /Getty Images

كشفت مصادر مطلعة، الأربعاء 24 مارس/آذار 2022، أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يدرسون مسألة استبعاد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية كخطوة عقابية جديدة بعد شن الأخيرة حرباً على أوكرانيا، إلا أن مساعي واشنطن قد تُحدث انقساماً محتملاً داخل المجموعة بسبب الدول الحليفة لموسكو.

المصادر كشفت أن احتمال رفض دول أخرى في المجموعة، ومنها الصين والهند والسعودية وغيرها، أي محاولة لاستبعاد روسيا زاد من احتمال عدم حضور بعض الأعضاء اجتماعات هذا العام.

ويشار إلى أن مجموعة العشرين إلى جانب مجموعة السبع الأصغر- التي تضم فقط الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان وبريطانيا- منتدى دولي رئيسي لتنسيق كل شيء من إجراءات تغير المناخ إلى الديون العابرة للحدود.

مجموعة العشرين روسيا أمريكا
الصورة البروتوكولية لقمة مجموعة العشرين 2019 – رويترز

مصدر كبير في مجموعة السبع قال لوكالة رويترز إنه "جرت مناقشات بخصوص ما إذا كان من المناسب أن تكون روسيا جزءاً من مجموعة العشرين… إذا ظلت روسيا عضواً، فستصبح منظمة أقل فائدة".

ورداً على سؤال عما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتحرك لإخراج روسيا من مجموعة العشرين عندما يجتمع مع حلفاء في بروكسل هذا الأسبوع، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين في البيت الأبيض الثلاثاء: "نعتقد أنه لا يمكن أن تسير الأمور كعادتها بالنسبة لروسيا… في المؤسسات الدولية وفي المجتمع الدولي"، ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة تخطط للتشاور مع حلفائها قبل إصدار أي تصريحات أخرى.

يأتي هذا في وقت تواجه فيه روسيا سيلاً من العقوبات الدولية بقيادة الدول الغربية بهدف عزلها عن الاقتصاد العالمي، بما يشمل على وجه الخصوص استبعادها من نظام (سويفت) المصرفي العالمي وتقييد تعاملات بنكها المركزي.

وضعية روسيا بالمجموعة محل بحث!

وفي إطار متصل، أكد مصدر من الاتحاد الأوروبي أن وضع روسيا سيكون محل بحث في الاجتماعات المقبلة لمجموعة العشرين، التي تتولى إندونيسيا رئاستها حالياً، وقال المصدر: "لقد أُوضح لإندونيسيا أن حضور روسيا في الاجتماعات الوزارية المقبلة سيكون مشكلة كبيرة للدول الأوروبية"، مضيفاً أنه لا توجد عملية واضحة لاستبعاد دولة.

ووُسعت مجموعة السبع لتصبح مجموعة الثماني بعد ضم روسيا خلال فترة من تحسن العلاقات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن عضوية موسكو عُلقت إلى أجل غير مسمى في المجموعة تلك بعد ضمها شبه جزيرة القرم في 2014.

وكانت بولندا قالت في وقت سابق إنها اقترحت على مسؤولي التجارة الأمريكيين أن تحل محل روسيا في مجموعة العشرين، وإن الاقتراح تلقى "استجابة إيجابية".

وقال متحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية إنه تم عقد "اجتماع جيد" الأسبوع الماضي بين وزير التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا البولندي بيوتر نواك ووزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو، لكنه أضاف: "رحبت (ريموندو) بالاستماع إلى آراء بولندا بشأن عدد من الموضوعات، ومنها عمل مجموعة العشرين، لكنها لم تعبر عن موقف نيابة عن حكومة الولايات المتحدة فيما يتعلق باقتراح بولندا الخاص بمجموعة العشرين".

فيما قال المصدر في مجموعة السبع إنه من غير المرجح أن توافق إندونيسيا أو أعضاء مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والصين على استبعاد روسيا من المجموعة، وأشار مسؤول من إحدى دول مجموعة العشرين في آسيا إلى أنه "من المستحيل إخراج روسيا من مجموعة العشرين" ما لم تتخذ موسكو مثل هذا القرار من تلقاء نفسها. وأضاف: "ببساطة لا يوجد أي إجراء لحرمان روسيا من عضوية مجموعة العشرين".

منظمة التجارة العالمية

وقال المصدر إنه إذا لم تشارك دول مجموعة السبع في اجتماعات مجموعة العشرين هذا العام، فقد يكون ذلك إشارة قوية للهند التي أثارت غضب دول غربية لتقاعسها عن التنديد بالحرب الروسية على أوكرانيا ودعم الإجراءات الغربية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فيما امتنعت وزارة الخارجية الإندونيسية عن التعليق على دعوات لاستبعاد روسيا.

وقال نائب محافظ البنك المركزي دودي بودي واليو يوم الإثنين إن موقف إندونيسيا محايد على الدوام، لكنه أشار إلى مخاطر الانقسامات بشأن هذه القضية، وقال إنها ستستخدم قيادتها لمجموعة العشرين لمحاولة حل أي مشاكل، وأضاف أن روسيا لديها "التزام قوي" بحضور اجتماعات مجموعة العشرين ولا يمكن للأعضاء الآخرين منعهم من الحضور.

كما أن وضع روسيا في المنظمات المتعددة الأطراف الأخرى بات محل تساؤل.

ففي جنيف، قال مسؤولو منظمة التجارة العالمية إن العديد من الوفود هناك ترفض مقابلة نظرائهم الروس بأشكال مختلفة.

أوكرانيا روسيا مجموعة العشرين
أثار القصف الروسي على أوكرانيا/ رويترز

فيما قال المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية كيث روكويل: "أثار العديد من الحكومات اعتراضات على ما يحدث هناك، وقد تجلت هذه الاعتراضات في عدم التعامل مع العضو ذي الصلة (روسيا)"، وكشف مصدر من دولة غربية أن الدول التي لا تتحاور مع روسيا في منظمة التجارة العالمية تشمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا.

ولم يتسن بعد الحصول على تأكيد من تلك الوفود.

يأتي هذا في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أجبرت الملايين من الأوكرانيين على الفرار من ديارهم.

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

تحميل المزيد