كشف عملاق الطاقة الفرنسي، شركة توتال إنرجيز، في بيان لها، الثلاثاء 22 مارس/آذار 2022، أنها ستتوقف عن شراء النفط والمنتجات البترولية من روسيا في موعد أقصاه نهاية العام الحالي.
أضافت الشركة أنها ستعمل على ضمان تقيد صارم بالعقوبات الأوروبية ضد روسيا، في الوقت الحالي وفي المستقبل، أياً كانت العواقب فيما يخص إدارة أصولها هناك، وستعلق تدريجياً أنشطتها في روسيا.
كما تعرضت الشركة لانتقادات قوية بعد أن أدانت ما وصفته بالعدوان العسكري لموسكو على أوكرانيا، لكنها لم تنضم إلى منافسيها؛ شل، وبي بي، في التخطيط للتخارج من مراكزها في روسيا الغنية بالموارد.
وقالت: "توتال إنرجيز قررت بشكل أحادي أنها لن تبرم أو تجدد عقوداً لشراء النفط الروسي والمنتجات البترولية، من أجل أن توقف كل مشترياتها من النفط الروسي والمنتجات البترولية في أقرب وقت ممكن وبحلول نهاية 2022 على أقصى تقدير".
لكنها أضافت أنه طبقاً لقرارات الاتحاد الأوروبي للحفاظ على إمدادات الغاز الروسي في هذه المرحلة، فإنها ستواصل إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال من مصنع يامال ما دامت حكومات أوروبا تعتبر أن الغاز الروسي ضروري.
كما تابعت الشركة أنه "على عكس النفط، فإن قدرات أوروبا اللوجستية للغاز تجعل من الصعب الامتناع عن استيراد الغاز الروسي في العامين إلى الأعوام الثلاثة القادمة بدون التأثير على معروض الطاقة في القارة".
روسيا تضغط على أوروبا بورقة النفط
ويشار إلى أنه في وقت سابق حذر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندرنوفاك، من أن أسعار النفط قد تقفز فوق 300 دولار للبرميل، إذا حظرت الولايات المتحدة وأوروبا واردات الخام من روسيا، في وقت شهد فيه العالم ارتفاعاً بأسعار النفط هو الأعلى منذ 14 عاماً على وقع الحرب الأوكرانية.
نوفاك قال في بيان نقلته وكالة "تاس" الروسية إن رفض الغرب للنفط الروسي سيؤدي إلى عواقب كارثية للسوق العالمية، وأضاف المسؤول الروسي في بيانه: "القفزة في الأسعار سيكون من المتعذر التنبؤ بها، سيصل (السعر) إلى 300 دولار للبرميل إن لم يكن أكثر".
وأضاف نوفاك أنه من "المستحيل" استبدال النفط الروسي في السوق الأوروبية، مشيراً إلى أن الأمر سيستغرق أكثر من عام وسيكون أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين الأوروبيين، كما وجّه المسؤول الروسي رسالة للمسؤولين الأوروبيين قال فيها: "ينبغي على السياسيين الأوروبيين عندئذ أن يخاطبوا مواطنيهم والمستهلكين بصراحة، ويحذروهم مما ينتظرهم وأن الأسعار في محطات الوقود والكهرباء والتدفئة سترتفع بشدة".
يأتي هذا في وقت وصلت فيه أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية الإثنين، لتتداول قرب 130 دولاراً للبرميل، بعد تقارير عن عقوبات غربية جديدة محتملة ضد روسيا، بما في ذلك قطاع الطاقة.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
ويعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
فيما تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".