قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الإثنين 21 مارس/آذار 2022 إن مشاهدي التلفاز حالياً يعيشون عصراً ذهبياً، مُدللين بزيادة في البرامج والأفلام والمباريات الرياضية المباشرة التي يلزمهم مشاهدتها، لكن تكلفة رؤية كل شيء ارتفعت إلى 3300 دولار في العام، ما جعل جماهير المواد الترفيهية تتساءل إن كان في مقدورها تحمل كلفة ثورة البث هذه.
إذ أدت ظاهرة البث العالمية إلى إطلاق عدد غير مسبوق من المنصات- أغلبها مدفوع- بداية من Netflix و Amazon وحتى Disney+ و ITVX، وهي تنافس قنوات التلفاز المدفوعة مثل Sky و BT وقناة BBC المدفوعة، للحصول على حصة من ميزانيات العائلات التي اقتربت من الانهيار.
تقليل الإنفاق على خدمات بث التليفزيون
لكن مع وصول التضخم إلى أعلى مستوياته منذ 30 عاماً، وتصاعد أسعار الوقود تصاعداً حاداً إثر الحرب في أوكرانيا، أُجبرت الأسر على إحكام نفقاتها نظراً لارتفاع جميع السلع من الطعام وحتى الوقود.
خلال الإغلاق، أنقذ التلفاز وخدمات الفيديو مواطني المملكة المتحدة من الملل، إذ قضى البريطانيون 40% من وقتهم في مشاهدة التلفاز. لكن هذه الخدمات لم تعد الآن من الضروريات الأسرية كما كانت في أوج جائحة كوفيد التي تسببت في ارتفاع قياسي في أعداد المشتركين حول العالم.
خدمات ليست رخيصة الثمن
من جانبه، يقول توم هارينغتون، رئيس قسم التلفزيون في شركة Enders Analysis: "فيما مضى اعتبر الناس تلك الخدمات رخيصة الثمن. وكانت كذلك بالفعل. لكن ثمنها سريعاً ما يتحول من مبلغ يُدفع تلقائياً بانتظام ويُنسى أمره، إلى مبلغ لا بأس به تلاحظ اختفاؤه من حسابك".
حيث صار على المتابعين غير القادرين على تفويت أفضل ما يُعرض على التلفاز- من الدوري الممتاز ودوري الأبطال لمتابعي كرة القدم وحتى مسلسلات The Crown و Peaky Blinder لمتابعي الدراما والسلاسل الأخرى الرائجة مثل حرب النجوم وأفلام مارفيل- دفع ما يقرب من 265 دولاراً شهرياً في المتوسط.
من جانبها، رفعت Netflix أسعار اشتراكاتها في المملكة المتحدة وأيرلندا للمرة الثانية خلال عامين، بنسبة وصلت إلى 22% في باقاتها الأكثر رواجاً، التي صارت تكلف الآن 14.5 دولار شهرياً. أما Disney+ فقد رفعت سعر باقاتها في عام 2021 بنسبة الثلث بعد أن أضافت محتوى أكبر إلى منصتها.
حيث تقول منصة Netflix إن الزيادة في أسعارها هي تكلفة تمويل ميزانية المحتوى المتضخمة، التي ارتفعت من 7 مليارات إلى 18 مليار دولار سنوياً في السنوات الأربع الأخيرة، وذلك في خضم مكافحتها للحفاظ على وضعها بوصفها منصة البث المفضلة في أنحاء العالم.
كذلك فقد قال ريتشارد بروتون، محلل في شركة Ampere: "عادت الجائحة بالنفع على منصات البث المدفوعة. إذ كان الناس عالقين في المنازل وحتى من كان يعاني من ضائقة مالية اضطر إلى الاشتراك في تلك المنصات، لكننا الآن على أعتاب أزمة في تكاليف المعيشة. ومع كثرة القنوات ومنصات البث المدفوعة، أعتقد أن المشتركين سيعيدون النظر جدياً في نفقاتهم الشهرية على تلك الخدمات. وستكون المعركة القادمة هي إثبات أهمية منصتك لاستمرار الاشتراك فيها".