قالت وكالة bloomberg الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الإثنين 21 مارس/آذار 2022، إن صندوق ثروة في أبوظبي اتفق مع مصر على استثمار نحو ملياري دولار عن طريق شراء حصص مملوكة للدولة المصرية في بعض الشركات، من ضمنها أكبر بنك مدرج في سوق الأوراق المالية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الصفقة.
قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، القريبين من الصفقة، إن جزءاً من الاتفاق يتضمن شراء نحو 18% من البنك التجاري الدولي، إضافة إلى شراء صندوق ثروة أبوظبي حصصاً في أربع شركات أخرى مدرجة بسوق الأوراق المالية في مصر ، وضمن ذلك شركة فوري للخدمات المصرفية وتكنولوجيا الدفع ش.م.م، ولم يتسن الحصول على تعليق من صندوق ثروة أبوظبي، فيما رفضت "فوري" التعليق.
صفقة اقتصادية بين صندوق ثروة أبوظبي ومصر
سيكون مثل هذا التمويل موضع ترحيب بالنسبة لمصر، حيث يتعرض اقتصادها لضغوط متزايدة من جراء موجات الصدمة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا. وعقد البنك المركزي اجتماعاً خاصاً يوم الإثنين ورفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2017، في حين تراجعت العملة بشكل حاد.
في السياق ذاته حذّرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني من أن الصراع في أوكرانيا سيؤدي إلى "انخفاض تدفقات السياحة الوافدة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتحديات تمويل أكبر".
يذكر أن الإمارات العربية المتحدة من أكبر الدول الداعمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث قدمت دعماً اقتصادياً كبيراً في شكل استثمارات ومساعدات أخرى، وقد أقامت مصر والإمارات العربية المتحدة منصة استراتيجية مشتركة بقيمة 20 مليار دولار في عام 2019 للاستثمار في مجموعة من القطاعات والأصول. تتم إدارتها من خلال صندوق الثروة السيادي المصري وصندوق ثروة أبوظبي.
كما تجري الدولة العربية الأكثر سكاناً في العالم محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن الدعم المحتمل الذي يمكن أن يشمل قرضاً، وفقاً لأشخاص مطلعين على تلك المناقشات.
زيارة محمد بن زايد لمصر
يأتي الحديث عن صفقة جديدة في الوقت الذي أجرى فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مباحثات في منتجع شرم الشيخ شرقي مصر، الإثنين.
كما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن الرئيس السيسي كان في استقبال بن زايد لدى وصوله مطار شرم الشيخ، ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن الزيارة غير المعلنة مسبقاً.
فيما قالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي وبن زايد عقدا جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين. وأكد السيسي "حرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات في مختلف المجالات".
كذلك، قالت الرئاسة المصرية في بيانها، إن القاهرة حريصة على "تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية؛ للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم والمنطقة".
تطوير في علاقات البلدين
فيما أشاد بن زايد بـ"التطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية وغيرها"، وأكد "الحرص المشترك على المضي قدماً نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات"، وفق الوكالة.
في حين أفادت بأن المباحثات تناولت "عدداً من أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات".
في سياق متصل فقد توافق الجانبان، بحسب الرئاسة، على "تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يساعد على حماية الأمن القومي العربي" وجدد السيسي الإعراب عن "التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره"، وفق البيان المصري.
تتزامن زيارة بن زايد لمصر مع إعلان قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، مساء الإثنين، عن وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في العاصمة المصرية القاهرة حالياً، وأنه سيلتقي الرئيس السيسي، وسبق أن التقى السيسي وبينيت بشرم الشيخ في سبتمبر/أيلول 2021.