شنَّت مجموعة القراصنة الإلكترونيين "أنونيموس" Anonymous حملةَ من الهجمات الإلكترونية على روسيا منذ إعلان "الحرب الإلكترونية" على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقاماً منه لغزوه أوكرانيا، وقد تحدث عدة أشخاص ممن يعملون تحت شعار المجموعة إلى شبكة BBC البريطانية وتكلموا عن دوافعهم ومناهج عملهم وخططهم.
كانت هجمات "أنونيموس" التي اخترقت فيها شبكات التلفزيون الروسية أبرز الهجمات الإلكترونية التي نُفِّذت منذ بدء الصراع في أوكرانيا وفق ما قال موقع شبكة BBC البريطانية في تقرير له يوم السبت 19 مارس/آذار 2022.
حيث علَّل القراصنة ما فعلوه بأن الأوكرانيين الأبرياء يُقتلون، وأضافوا: "سنكثِّف الهجمات على الكرملين إذا لم يجنح إلى السلام في أوكرانيا".
اختراق التلفزيون الروسي
أظهر مقطع فيديو قصير لواقعة الاختراق بثَّاً عادياً للتلفزيون الروسي يقطعه صور القنابل التي تنفجر في أوكرانيا ومشاهد جنود يتحدثون عن أهوال الصراع.
بدأ تداول الفيديو في 26 فبراير/شباط 2022، وشاركته حسابات Anonymous على وسائل التواصل الاجتماعي مع ملايين المتابعين، وقال أحد المنشورات: "عاجل: اخترقت Anonymous بث القنوات التلفزيونية الحكومية الروسية لنشر حقيقة ما يحدث في أوكرانيا"، وسرعان ما حصد الفيديو ملايين المشاهدات.
حملة إلكترونية بقيادة الأنونيموس
حملت الهجمة الإلكترونية جميع السمات المميزة لهجمات مجموعة أنونيموس، فقد اتسمت بالإثارة وشدة التأثير وسهولة المشاركة عبر الإنترنت، ومن ثم صعُب التحقق منها، مثل كثير من الهجمات الإلكترونية الأخرى التي تشنها المجموعة.
لكن إحدى المجموعات الصغيرة التابعة لأنونيموس أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات، وقالت إنها سيطرت على خدمات البث التلفزيونية الروسية مدة 12 دقيقة، كما صرح أول شخص بث الفيديو بأنه تحقَّق منه قبل نشره.
الروسية إليزا تحكي تفاصيل ما حدث، فهي تعيش في الولايات المتحدة، إلا أن والدها الروسي حسبما قالت، اتصل بها عندما انقطع العرض التلفزيوني عنده، وقال لها: "يا إلهي، إنهم يظهرون الحقيقة!" على التلفاز، و"لذلك جعلته يسجِّل المقطع ونشرته على الإنترنت".
في المقابل، لم ترد شركة Rostelecom الروسية المسؤولة عن الخدمة التلفزيونية التي اختُرقت، على طلبات التعليق.
سرقة بيانات حكومية
كما قالت مجموعة الـ"أنونيموس" إنها حذفت مواقع إلكترونية روسية، وسرقت بيانات حكومية، لكن ليزا فورتي، الشريكة في شركة Red Goat للأمن السيبراني، قالت إن معظم هذه الهجمات كانت حتى الآن "أولية تماماً".
ليزا فورتي أضافت أن القراصنة كانوا يستخدمون في الغالب هجمات "حجب الخدمة" DDoS، التي تعتمد على غمر الخادم بفيض من الطلبات. وهذه الهجمات سهلة التنفيذ بعض الشيء ولا تحجب الخدمة عن مواقع الإنترنت إلا حجباً مؤقتاً، أما "اختراق التلفزيون فكان إبداعاً لم يُتصور حدوثه، وأظن أن الأمر كان شديد الصعوبة".
بالإضافة إلى ذلك، تمكنت مجموعة "أنونيموس" من السيطرة على مواقع إلكترونية روسية وغيَّرت محتواها المعروض.
بث الاضطراب بين الروس
من جهة أخرى، تسببت الهجمات حتى في بث الاضطراب بين الروسيين وإحراجهم، إلا أن خبراء إلكترونيين أبدوا قلقاً متزايداً من انتشار القرصنة الإلكترونية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
حيث أعربت إميلي تيلور، خبيرة الأمن الإلكتروني من مجلة Cyber Policy Journal، عن قلقها من أن "يرتكب أحد المتسللين خطأً ما فيعطِّل شبكة كمبيوتر مستشفى أو يقاطع روابط الاتصال المهمة". وأضافت: "هذه الهجمات تنطوي على مخاطر، وقد تؤدي إلى عواقب شديدة، أو قد يتسبب أحد بالخطأ في الإضرار بخدمةٍ مهمة للمدنيين".
يُذكر أن مجموعة "أنونيموس" انقطعت عن المشاركة الكثيفة منذ سنوات، حتى إن رائد أعمال تكنولوجياً أوكرانياً يرأس مجموعة من المتسللين الإلكترونيين تسمى Stand for Ukraine، قال إنه لم يكن له صلات بالمجموعة حتى غزت روسيا بلاده.
إذ يعمل رائد الأعمال التكنولوجي الأوكراني، رومان من شقة في كييف، ويشرف مع فريقه على إنشاء مواقع ويب وتطبيقات أندرويد وبرمجيات اختراق لمساعدة بلاده، واختراق الأهداف الروسية.