قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، 18 مارس/آذار 2022، إنها فقدت الوصول إلى بحر آزوف "مؤقتاً"، بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسي على البحر، في الوقت الذي يشتد فيه الحصار المفروض على المدينة من قِبل الروس.
الوزارة الأوكرانية ذكرت في بيان أن "المحتلين نجحوا جزئياً في منطقة عمليات دونيتسك وحرموا أوكرانيا مؤقتاً من الوصول إلى بحر آزوف"، وفق تعبيرها، ولم تحدد الوزارة في بيانها ما إذا كانت القوات الأوكرانية قد استعادت الوصول إلى البحر.
جاء هذا بينما قالت روسيا الجمعة، 18 مارس/آذار 2022، إن قواتها "تشدد الخناق" حول ماريوبول، التي لحقت أضرار بنحو 80% من منازلها، وربما لا يزال نحو ألف شخص محاصرين في ملاجئ مؤقتة.
كانت ماريوبول، بموقعها الاستراتيجي على ساحل بحر آزوف، هدفاً منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، عندما بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما وصفه "بعملية عسكرية خاصة".
تقع المدينة على الطريق بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في الغرب، ومنطقة دونيتسك في الشرق، والتي يسيطر عليها جزئياً الانفصاليون الموالون لروسيا.
تحدثت العديد من التقارير الاستخباراتية الغربية منذ وقت مبكر، عن أن أحد أهم أهداف الغزو الروسي لأوكرانيا قد يكون إقامة جسر بري من المناطق الانفصالية في إقليم دونباس، إلى شبه جزيرة القرم، المنطقة التي ضمتها إليها في عام 2014.
سيتطلب ذلك الاستيلاء مئات الكيلومترات من الأراضي على طول بحر آزوف، بالإضافة إلى السيطرة على مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود، جنوب غربي البلاد، وأحصى المسؤولون المحليون أكثر من 2500 حالة وفاة في الحصار، لكن يُعتقَد أنَّ العديد من الجثث ملقاة وغير معدودة، وتكهنوا بأن عدد القتلى قد يقترب من 20 ألفاً.
المدينة التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة كانت قد تحولت إلى أكثر ساحات المعارك حدَّة في الهجوم الروسي حتى الآن، حيث تعرضت لثلاثة أسابيع من الحصار والقصف، الذي يقول الصليب الأحمر إنه أسفر عن وضع "مروع".
كانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت الجمعة 18 مارس/آذار 2022، فرض سيطرتها على 90% من أراضي منطقة لوغانسك الانفصالية، شرقي أوكرانيا، وادعى متحدث الوزارة إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحفي، أن القوات المسلحة الروسية والقوات الانفصالية في دونباس تواصل التقدم في أوكرانيا.
كوناشينكوف أضاف أن القوات الروسية سيطرت على أكثر من 90% من أراضي "جمهورية لوهانسك الشعبية"، التي اعترفت موسكو باستقلالها عن أوكرانيا من طرف واحد، لافتاً إلى أن القوات الروسية فرضت حصاراً على مدينة ماريوبول، وأكد استمرار الاشتباكات في مركز المدينة.
أسلحة بريطانية لأوكرانيا
بالموازاة مع ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة 18 مارس/آذار 2022، عزم بلاده توفير أسلحة دفاعية إضافية لأوكرانيا ضد الهجوم الروسي.
جونسون أعرب في كلمة خلال مؤتمر حزب المحافظين الاسكتلندي بمدينة أبردين، عن "ثقته بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيفشل في حربه التي بدأها ضد أوكرانيا"، وأشار إلى أن بوتين استخف ببسالة الأوكرانيين وعزمهم على القتال، مؤكداً استمرار دعم بريطانيا للشعب الأوكراني.
أضاف جونسون أنه "سيتم توفير المزيد من الأسلحة الدفاعية لمساعدة أوكرانيا ضد القصف القاسي".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
تشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".