“بكين تسعى لتقليل أثر العقوبات على روسيا”.. شكوك أمريكية حول حقيقة موقف الصين من رفض غزو أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/18 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/18 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
لقاء الرئيس الصيني مع جو بايدن عبر تقنية الفيديو، أرشيفية/ رويترز

قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 18 مارس/آذار 2022، إنّ صمت الصين عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا عزَّزَ وجهات النظر داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الرئيس شي جين بينغ ربما يقترب أكثر من دعم موسكو مع استمرار الصراع، وفقاً للعديد من الأشخاص المُطَّلِعين على الأمر.

حتى في الوقت الذي تعرب فيه الحكومة الصينية علناً عن بعض الدعم للشعب الأوكراني وتدعو إلى حلٍّ سلمي، يرى كبار المسؤولين الأمريكيين دلائل على أن الصين تبحث عن طرق لتخفيف وطأة العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وفقاً لما ذكره الأشخاص، الذين يقولون إن لديهم معرفة بالمداولات في بكين. 

دعم الصين لروسيا في مواجهة عقوبات أمريكا وأوروبا

لكن في الوقت نفسه لم يقدم الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الأمر، تفاصيل حول كيف يمكن للصين أن تكون قادرة على تعويض العواقب الاقتصادية للعقوبات. ورفضوا تقديم مزيد من التفاصيل بشأن مصادر المعلومات الأمريكية حول حكومة الصين وتفاعلها مع الكرملين. وقال بعض الأشخاص إن الصين تدرس أيضاً تزويد روسيا بأسلحةٍ مثل الطائرات المسيَّرة المسلَّحة. 

أوكرانيا
أثار القصف الروسي على أوكرانيا/ رويترز

في السياق ذاته تنفي بكين أنها دعمت ضمنياً الهجوم الروسي، ورفض المسؤولون الصينيون التقارير الأمريكية التي تفيد بأن روسيا طلبت من الصين مساعدةً مالية وعسكرية بعد فترةٍ وجيزة من اندلاع الهجوم، واصفةً التقارير بالمُضلِّلة. 

من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس 17 مارس/آذار 2022: "نشعر بالقلق من أنهم يدرسون إمداد روسيا، بشكل مباشر، بالمساعدة العسكرية لاستخدامها في أوكرانيا". 

في حين ورداً على طلب للتعليق على هذه الأزمة، أشار ممثل من السفارة الصينية في واشنطن إلى التصريحات التي أدلى بها المتحدِّث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان، الثلاثاء 15 مارس/آذار 2022، حيث اتَّهَمَ الولايات المتحدة بـ"خلق ونشر معلومات كاذبة". 

كما قال مسؤولون صينيون إنهم يسعون إلى تبني حل دبلوماسي للأزمة. وأيَّدَت وزارة الخارجية في بكين، الخميس، تصريحات سفيرها لدى أوكرانيا، مُتعهِّدةً بـ"عدم مهاجمة البلاد أبداً"، ومشيدةً بقوة ووحدة الشعب الأوكراني. 

طبيعة علاقات الصين مع روسيا

في حين قال التقرير إن تقييم التهديدات العالمية، الذي أصدرته وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للبنتاغون، يوم الخميس، تناول الطبيعة الحقيقية لعلاقة الصين مع روسيا في ضوء الهجوم على أوكرانيا. ووجد التقييم أن "الصين تدير من كثب، رسائلها بشأن الصراع، وتدعم عموماً توصيف روسيا على أنه صراعٌ ناتج في النهاية عن توسُّع الناتو بقيادة الولايات المتحدة وتجاهل المصالح الأمنية لروسيا". 

أوكرانيا روسيا
جندي من القوات الروسية ينزل من دبابته في فولنوفخا بأوكرانيا/رويترز

ومع ذلك، قال التقييم أيضاً إن "بكين من المرجَّح أن تحجم عن دعم روسيا بالكامل؛ من أجل الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع أوروبا والولايات المتحدة. ولا شك في أن الصين تراقب من كثب، كيفية إدارة الحملة الروسية وكيف تتكشَّف المعارك ضد المقاومة الحازمة". 

تضخيم معلومات روسية مضللة!

في المقابل أعرب المسؤولون الأمريكيون عن استيائهم من قيام الصين بتضخيم بعض المعلومات الروسية المضلِّلة، وضمنها الادِّعاءات بأن الأوكرانيين يطوِّرون أسلحةً بيولوجية بمساعدةٍ أمريكية، وهي تصريحاتٌ اعتبرها البيت الأبيض وحلف شمال الأطلسي محاولة من الكرملين لخلق ذريعة لهجومٍ كيماوي أو بيولوجي مُحتَمَل. 

فيما نفى المسؤولون الصينيون بدورهم المزاعم الأمريكية بأن روسيا طلبت مساعدة عسكرية من بكين، من ضمنها طائراتٌ مسيَّرة، بعد وقت قصير من بدء الهجوم. ونفى كلٌّ من الكرملين والصين تقديم أيِّ طلبٍ من هذا القبيل. 

لكن من ناحية أخرى سيكون من غير المعتاد أن تستجيب الصين لطلبٍ روسي للحصول على أسلحةٍ برفضٍ صريح، مِمَّا يعقِّد تفسيرات نوايا بكين، وفقاً لمسؤولٍ استخباراتي أوروبي مُطَّلِعٍ على التقييم الأمريكي. وقال المسؤول إنه لن يكون من المنطقي بالنسبة للصين أن توفِّر أسلحةً كبيرة. 

لكن المسؤولين الأمريكيين لا يعرفون حالياً نوايا الصين الحقيقية تجاه روسيا وأوكرانيا، وفقاً للمراسلات الدبلوماسية التي اطَّلعت عليها وكالة Bloomberg الأمريكية. وقد تعتبر الصين الهجوم فرصةً لاستغلال التبعية الاقتصادية المتزايدة لروسيا، مثل شراء الأصول الاستراتيجية أو بذل جهود أخرى لتدمير نفوذ الغرب. ووفقاً للمراسلات، فإن موقف بكين غامض ومتناقض، علاوة على أن المراسلات الأخيرة مع المسؤولين الأمريكيين لم تسفر عن وضوحٍ يُذكَر.

فيما حذَّرَت إدارة بايدن الشركات الصينية من محاولة الالتفاف على قيود التجارة الروسية التي فرضتها الولايات المتحدة على التقنيات الرئيسية. ومع ذلك، ليس من الواضح بالضبط نوع النشاط الاقتصادي الصيني الروسي الذي قد يدفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على بكين.

تحميل المزيد