أمريكا تحذّر الصين من التدخل في أوكرانيا.. وتباطؤ للتقدم الروسي، والخلافات بالمحادثات معقدة

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/17 الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/17 الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش
جانب من احتراق مبنى سكني في منطقة سفياتوشينسكي بضواحي العاصمة كييف/ الأناضول

مع تباطؤ وتيرة تقدُّم القوات الروسية، على ما يبدو، في المدن الأوكرانية، عبَّرت الولايات المتحدة، الخميس 17 مارس/آذار 2022، عن قلقها من أن الصين قد تساعد موسكو بعتاد عسكري مع دخول الحرب على أوكرانيا أسبوعها الرابع.

فقد تجدد القصف الروسي على العاصمة كييف في الوقت الذي عملت فيه فرق الإنقاذ على انتشال ناجين من تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل الهجمات الروسية في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة. 

بينما التقى مسؤولون من الجانبين مجدداً، الخميس؛ لإجراء محادثات سلام، لكنهم قالوا إن المواقف مازالت متباعدة.

قلق أمريكي من مساعدة الصين لروسيا

على الرغم من التعثر في ساحة المعركة والعقوبات القاسية من قبل الغرب، لم يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي مؤشرات على التراجع. وتقول حكومته إنها تعول على الصين لمساعدة روسيا في تحمُّل الضربات التي يتعرض لها اقتصادها.

إذ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة، التي أعلنت هذا الأسبوع تقديم 800 مليون دولار في صورة مساعدات عسكرية جديدة إلى كييف، تشعر بالقلق من أن بكين "تدرس مساعدة روسيا، بشكل مباشر، بعتاد عسكري في أوكرانيا".

أضاف بلينكن للصحفيين أن الرئيس جو بايدن سيوضح للرئيس الصيني شي جي بينغ، في اتصال هاتفي، يوم الجمعة، أن بكين "ستتحمل مسؤولية أي إجراءات تتخذها لدعم العدوان الروسي، ونحن لن نتردد في تحميلها التكاليف".

بينما رفضت الصين إدانة التحرك الروسي في أوكرانيا أو وصفه بأنه غزو. وتقول إنها تعترف بسيادة أوكرانيا لكنها تدرك أن روسيا لديها مخاوف أمنية مشروعة ينبغي العمل على معالجتها.

في حين تقول الولايات المتحدة إنها تريد تجنب مواجهة مباشرة مع روسيا، فإن تقديم الصين مساعدة عسكرية إلى موسكو سيضع واشنطن وبكين، أكبر قوتين في العالم، على طرفَي نقيض في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

هوة بين طرفي الصراع

استقرت وتيرة الحرب عند نمط فرض حصار على المدن. وتقول الأمم المتحدة إن 3.2 مليون مدني، أغلبهم من النساء والأطفال، فروا حتى الآن من أوكرانيا إلى دول الجوار. لكن روسيا أخفقت حتى الآن في السيطرة على أي مدينة كبيرة، وواجهت مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية.

قالت المخابرات العسكرية البريطانية في تحديث لها، الخميس، إن الغزو "توقف إلى حد كبير على جميع الجبهات"، وإن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة؛ من جراء المقاومة الأوكرانية الشرسة والمنسقة بشكل جيد.

بينما جرت محادثات لليوم الرابع على التوالي بين مفاوضين أوكرانيين وروس عبر الفيديو، لكن الكرملين قال إنها لم تسفر بعد عن التوصل لاتفاق.

فيما قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: "وفدنا يبذل جهوداً جبارة ويُظهر استعداداً أكبر من الجانب الآخر… وفدنا على استعداد للعمل على مدار الساعة، لكننا للأسف لا نرى مثل هذا الالتزام من الجانب الأوكراني".

قالت موسكو من قبلُ إنها اقتربت من التوافق على صيغة تُبقي أوكرانيا على الحياد وهو أحد مطالبها الرئيسية.

المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا معقدة

بينما قال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك، إن المفاوضات معقدة. وتابع قائلاً: "مواقف الطرفين مختلفة. بالنسبة لنا القضايا المحورية لا يمكن المساس بها".

كما قالت أوكرانيا إنها مستعدة للتفاوض لإنهاء الحرب، لكنها لن تستسلم أو تقبل الإنذارات الروسية. كما تتمسك كييف بمواقفها الأساسية المتعلقة بالاحتفاظ بالسيادة على المناطق التي احتلتها قوات روسية وقوات موالية لموسكو منذ 2014.

فيما لم يبدِ الرئيس بوتين أي مؤشر على التراجع، على الرغم من أن العقوبات الغربية القاسية تلحق الضرر باقتصاد بلاده. وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن روسيا شنت الحرب؛ لإخضاع جارتها التي يصفها بوتين بأنها دولة مصطنعة اقتُطعت من روسيا. وتقول موسكو إنها تنفذ "عملية خاصة"؛ لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من "النازيين".

من جهته، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في إطار محاولات من واشنطن لإقناع بكين بعدم دعم روسيا.

بينما استشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بجدار برلين ومحرقة النازي (الهولوكوست) في خطاب عبر رابط فيديو أمام البرلمان الألماني، فيما بدا أنها محاولة لتوبيخ سياسيين موالين لروسيا في ألمانيا وهي المشتري الرئيسي للطاقة من موسكو.

قال زيلينسكي، وهو يهودي، مستشهداً بشعار كان يطلق على الهولوكوست: "كل عام يكرر السياسيون أن الأمر لن يتكرر أبداً… والآن نرى أن تلك الكلمات لا قيمة لها ببساطة. في أوروبا شعب يدمر ويحاولون تدمير كل ما هو عزيز علينا وما نعيش من أجله".

هجمات دامية في كييف

تحولت ضواحي كييف الشمالية الشرقية والشمالية الغربية إلى أنقاض بسبب القتال الضاري، لكن العاصمة نفسها صمدت بقوة وتعيش تحت حظر تجوُّل، كما تتعرض لهجمات صاروخية ليلية دامية.

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أوليكسندر موتوزيانيك، إن القوات الروسية لم تحرز تقدماً يُذكر حول كييف على مدى الساعات الأربع والعشرين والثماني والأربعين الماضية، ولجأت إلى قصف "فوضوي".

أضاف في إفادة صحفية بكييف: "القوات المسلحة الأوكرانية تبذل كل جهد ممكن لمنع العدو من الهجوم من تلك المنطقة" مشيراً إلى أن العديد من البنايات السكنية لحقت بها أضرار من إسقاط الصواريخ؛ مما تسبب في مقتل مدنيين. وقال: "هذه جريمة حرب"، لكنه لم يكشف عن أرقام محددة.

كما تعرض مبنى في حي دارنيتسكي لأضرار جسيمة، بسبب ما قالت السلطات إنه حطام صاروخ تم إسقاطه، في الساعات الأولى من الصباح.

قال فياتشيسلاف تشاوس حاكم مدينة تشيرنيهيف بشمال البلاد، والتي تعرضت لقصف مكثف، إن 53 مدنياً قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولم يتسنَّ التحقق من العدد من مصدر مستقل.

هاجمت روسيا، أوكرانيا من أربعة اتجاهات وأرسلت طابورين كبيرين باتجاه كييف من جهة الشمال الغربي ومن جهة الشمال الشرقي، وتتقدم من ناحية الشرق بالقرب من خاركيف ثاني أكبر مدينة بأوكرانيا، وانتشرت في الجنوب من شبه جزيرة القرم.

تحميل المزيد