قطع التلفزيون الرسمي الروسي فجأةً كلمة للرئيس فلاديمير بوتين، الذي كان يتحدث بملعب لوجنيكي المزدحم في العاصمة موسكو بمناسبة الذكرى الثامنة لضم شبه جزيرة القرم، الجمعة 18 مارس/آذار 2022، وأذاع أغاني وطنية تم عرضها في هذا الحدث بدلاً من ذلك.
من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن "مشكلة فنية في أحد أجهزة الخوادم (السيرفرز) تسببت في الانقطاع المفاجئ للبث"، وفقاً لما نقلته وكالة الإعلام الروسية.
لكن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي شكّكوا في تصريحات المتحدث باسم "الكرملين"، حيث توقع بعضهم حدوث اختراق للتلفزيون الرسمي أو أن كلمة بوتين ربما كانت مسجلة قبل ذلك، حسب روايتهم.
لاحقاً، أذاع التلفزيون الروسي خطاب بوتين كاملاً، والذي انتهى بعد لحظات من مغادرة بوتين المسرح، في حين كان آلاف الحضور يلوحون بالعلم الروسي في الاستاد الذي تبلغ سعته 80 ألف شخص.
هدف العملية العسكرية الروسية
فيما شدّد بوتين على أن هدف العملية العسكرية بأوكرانيا يكمن في وضع حد لما وصفه بـ"إبادة جماعية" تعرض لها سكان منطقة دونباس.
في حين وعد عشرات الألوف من الحاضرين بالاستاد الذين لوحوا بالأعلام الروسية، بأن جميع أهداف الكرملين ستتحقق، مضيفاً: "نعرف ما يجب علينا أن نفعله وكيف وبأي تكلفة. وسنحقق كل خططنا بشكل تام".
بوتين استطرد قائلاً إن الجنود، الذين يقاتلون فيما تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، يبرزون وحدة روسيا، مردفاً: "جنبا إلى جنب، يساعد بعضهم بعضاً، ويدعم بعضهم بعضاً، وعند الحاجة، يحمي بعضهم بعضاً من الرصاص بأجسادهم مثل الإخوة الأشقاء. هذه الوحدة لم تكن موجودة من فترة طويلة".
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الرابع؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أجبرت الملايين من الأوكرانيين على الفرار من ديارهم.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".