عادت نازنين زاغري-راتكليف البريطانية من أصل إيراني، التي تعمل في مؤسسة خيرية، وأنوشه عاشوري الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والإيرانية، إلى المملكة المتحدة، الخميس 17 مارس/آذار 2022 لتنتهي محنة احتجازهما في إيران التي أصبحا خلالها ورقة مساومة في محادثاتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي.
ووصل المواطنان إلى قاعدة جوية عسكرية في برايز نورتون في أكسفوردشير بعد الواحدة صباحاً، بعد توقف وجيز في سلطنة عمان، وغادرا الطائرة معاً وابتسما ولوّحا وهما يدخلان مبنى مطار، ويأتي هذا في وقت ظهرت فيه بوادر إيجابية تشير للتوصل إلى اتفاق بين إيران والدول الغربية بشأن النووي.
فيما قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز ترأس، بعد وقت قصير من وصولهما إلى القاعدة: "كانت 48 ساعة صعبة حقاً"، وأضافت: "كان الإفراج عنهما متوقعاً، لكننا لم نكن متأكدين حتى اللحظة الأخيرة؛ لذلك كانت لحظة مفعمة بالمشاعر ولكنها أيضاً لحظة سعيدة جداً للعائلتين".
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بدوره كتب في تغريدة على تويتر في وقت سابق: "يسرني تأكيد أن احتجاز نازنين زاغري-راتكليف وأنوشه عاشوري المجحف انتهى اليوم وسيعودان إلى المملكة المتحدة".
وقال ريتشارد زوج زاغري-راتكليف لوكالة رويترز أمام منزله في لندن إن المعاناة الطويلة انتهت على ما يبدو في آخر الأمر، وأضاف: "فكرة أن نعود أسرة عادية مجدداً وألا نضطر لمواصلة النضال تبعث على الارتياح، هذه الرحلة الطويلة انتهت تقريباً".
فيما شكرت أسرة عاشوري في بيان كل من ساهم في إطلاق سراحه، وقالت: "قبل 1672 يوماً اهتز أساس عائلتنا عندما احتُجز الأب والزوج ظلماً… الآن يمكننا التطلع إلى إعادة بناء هذه الأسس مع عودة حجر الأساس إلى مكانه".
وفي سياق منفصل، قالت بريطانيا إن خبير البيئة الإيراني الأمريكي مراد طهباز، الذي يحمل أيضاً الجنسية البريطانية، أُطلق سراحه يوم الأربعاء.
دَين تاريخي
وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية قالت إنه تم الإفراج عن زاغري-راتكليف وعاشوري بعد أن سددت بريطانيا ديناً تاريخياً، وقال حكام إيران من رجال الدين إن بريطانيا مدينة لطهران بمبلغ 400 مليون جنيه إسترليني (520 مليون دولار)، دفعها شاه إيران في الماضي مقدماً للحصول على 1750 دبابة ومركبة أخرى لم يتم تسليم أي منها تقريباً بعد أن أطاحت الثورة الإسلامية عام 1979 بالزعيم الذي كان مدعوماً من الولايات المتحدة.
فيما قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن بريطانيا كانت تبحث سبل سداد الدين، وأضافت في بيان: "بالتوازي مع ذلك، سوينا أيضاً دين آي.إم.إس، كما قلنا إننا سنفعل"، في إشارة إلى دين العتاد العسكري. وأضافت أن الدين تمت تسويته بالكامل تماشياً مع العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وأنه سيتم توجيه الأموال فقط لشراء "سلع إنسانية".
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من جانبه قال إن بريطانيا سددت ديونها قبل أيام قليلة، نافياً أي صلة بين الدفع والإفراج عن السجناء.
محادثات إيران مع الغرب
وفي فبراير/شباط، مع الاقتراب من التوصل لاتفاق بعد شهور من محادثات إحياء اتفاق 2015 النووي، قالت إيران، التي تحتجز نحو 12 من المواطنين الغربيين أصحاب الجنسية المزدوجة، إنها مستعدة لتبادل سجناء مقابل الإفراج على أرصدة مجمدة وإطلاق سراح إيرانيين محتجزين في سجون غربية.
وكانت المحادثات النووية على وشك التوصل إلى اتفاق قبل 11 يوماً إلى أن أدت مطالب روسية في اللحظة الأخيرة بضمانات شاملة، من شأنها جعل العقوبات المفروضة عليها بعد غزوها أوكرانيا بلا قيمة، إلى خروج المفاوضات عن مسارها.
كما يقول دبلوماسيون إن روسيا قلصت مطالبها على ما يبدو الآن لتشمل فقط الأعمال المرتبطة بالاتفاق النووي، تاركة عدداً صغيراً من القضايا التي يتعين حلها بين واشنطن وطهران.
بدأت محنة زاغري-راتكليف باعتقالها على أيدي الحرس الثوري في مطار في طهران في الثالث من أبريل/نيسان 2016 أثناء محاولتها العودة إلى بريطانيا مع طفلتها جابرييلا التي كان عمرها 22 شهراً بعد زيارة مع والديها.
وأدانتها محكمة إيرانية في وقت لاحق بالتآمر للإطاحة بالمؤسسة الدينية الحاكمة. ونفت عائلتها والمؤسسة الخيرية التي تعمل بها التهمة.
أما عاشوري فقد حُكم عليه بالسجن عشر سنوات في 2019 بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي وسنتين بتهمة جمع ثروة بطريقة غير مشروعة، بحسب القضاء الإيراني.
فيما قالت مؤسسة تومسون رويترز إن زاغري-راتكليف سافرت إلى إيران بصفة شخصية ولم تكن في زيارة للقيام بعمل في إيران.