كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء 16 مارس/آذار 2022، عن تصعيد إيراني جديد ضد الدول الغربية من خلال تحويل طهران بعضاً من اليورانيوم المخصب إلى درجة قريبة من اللازمة لصنع الأسلحة، بعد أسبوع واحد من إعلان الاتحاد الأوروبي "توقف" المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بسبب "عوامل خارجية".
تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشف أن هذا التحويل من اليورانيوم المخصب يصل إلى هيئة "يصعب معها استرداده"، فضلاً عن إمكانية تخفيفه وشحنه خارج البلاد، حسب "رويترز".
وليس من الواضح مدى تأثير هذه الخطوة على سير مفاوضات الملف النووي الذي ترعاه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى جانب روسيا والصين مع إيران منذ 2015، بيد أن الاتحاد الأوروبي كشف، الجمعة 11 مارس/آذار الجاري، عن الحاجة إلى توقف مفاوضات فيينا.
وفي الوقت ذاته أكد الأوربيون أن "عوامل خارجية" تقف وراء هذا القرار، بينما أعربت طهران عن "رغبتها" في مواصلة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، دون أن يتأثر ذلك بأي عامل خارجي.
ضمانات مكتوبة
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان قد أكد الثلاثاء 15 مارس/آذار الجاري، خلال لقائه نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن روسيا تلقت "ضمانات مكتوبة" من الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وأن العقوبات لن تعوق التعامل في هذا الملف.
موسكو كدولة شريكة راعية لهذه المفاوضات ترغب في استئنافها، لكن طهران ترى أن "الكرة باتت في الملعب الأمريكي أكثر من أي وقت مضى"، حسب وزير خارجيتها عبد اللهيان، الذي دعا واشنطن أيضاً لتقديم "الإجابات اللازمة لاختتام ناجح للمفاوضات".
وفي المقابل، نفت الولايات المتحدة تقديم ضمانات لروسيا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، حسب تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الذي قال إن واشنطن "لن تسمح لموسكو باستخدام الاتفاق النووي للهروب من العقوبات التي فرضت عليها إثر هجومها على أوكرانيا 24 فبراير/شباط الماضي.
وكشف برايس أن الضمانات الأمريكية تتعلق "بالجزئية الفنية النووية التي تتعاون فيها روسيا بموجب الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أنهم لن يفرضوا عقوبات على روسيا في المشاريع النووية الإيرانية ضمن هذا الاتفاق.
"تعقيد متزايد"
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أعلن الخميس 10 مارس/آذار قبل يوم واحد من إعلان أوروبا توقف المفاوضات مع طهران، أن مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى "تزداد تعقيداً كل ساعة".
وقال شمخاني، في تغريدة على تويتر: "يُظهر نهج الولايات المتحدة تجاه مطالب إيران المبدئية، إلى جانب عروضها غير المعقولة والضغط غير المبرر للتوصل إلى اتفاق على عجل، أن الولايات المتحدة غير مهتمة باتفاق قوي يرضي الطرفين".
وتابع: "في غياب القرار السياسي الأمريكي، تصبح المفاوضات أكثر تعقيداً كل ساعة"، حسب "الأناضول".
يجدر بالذكر أن اتفاق فيينا وقعته إيران مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا في 2015، وكان يفرض قيوداً على برنامج طهران منعاً لإنتاجها أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.