أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء 15 مارس/آذار 2022، عن إدراج الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، على قائمة العقوبات الخاصة بها، وذلك رداً على العقوبات التي فرضتها واشنطن بحق كبار المسؤولين الروس، الذين كان في مقدمتهم الرئيس فلاديمبر بوتين.
كما شملت العقوبات الروسية وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وآخرين، في قائمة تضم 13 فرداً.
كذلك شملت تلك العقوبات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
بذلك بات هؤلاء المسؤولون الأمريكيون ممنوعين من دخول الأراضي الروسية.
لكن وزارة الخارجية الروسية قالت إنها تحافظ على علاقات رسمية مع واشنطن، وإذا لزم الأمر فستضمن إمكانية إجراء اتصالات رفيعة المستوى مع المدرجين في القائمة.
عقوبات واشنطن
كان الرئيس الأمريكي قد أعلن، الجمعة 11 مارس/آذار 2022، أن بلاده ستلغي وضع "العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة" مع روسيا؛ لمعاقبة موسكو على غزو أوكرانيا.
هذا التغير، الذي قال بايدن إنه اتُّخذ بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، سوف يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة لفرض رسوم على قطاع عريض من السلع الروسية، ويزيد الضغط على اقتصاد يقف على حافة ركود شديد.
كذلك، قال بايدن في كلمة متلفزة له، إن المواجهة المباشرة بين "الناتو" وروسيا سوف تقود إلى حرب عالمية ثالثة، وهو ما تعمل واشنطن على تفاديه، مضيفاً: "لن نسمح لبوتين بتقرير مصير العالم عبر الحرب، ونحرص على إمداد أوكرانيا بالأسلحة".
يأتي قرار أمريكا الجديد الخاص بالعلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا كجزء من سياسة العقوبات التي بدأتها أمريكا منذ فترة، بسبب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، ويأتي كذلك بعد أيام قليلة من إعلان بايدن حظراً أمريكياً على واردات النفط والغاز الروسي، مستهدفاً مصدر الدخل الرئيسي لموسكو.
كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت نهاية الشهر الماضي أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويجو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف بسبب غزو أوكرانيا.
"روسيا مستمرة في حربها"
في غضون ذلك، أعلنت روسيا، الثلاثاء، أنها لن توقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا حتى تنفذ كييف شروط وقف إطلاق النار.
حيث قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في تصريح صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك: "العملية العسكرية مستمرة في أوكرانيا حتى يتم تنفيذ شروط وقف إطلاق النار".
أما عن شروط موسكو، فقال رداً على أسئلة الصحفيين: "أعلناها منذ البداية، وقلنا إن أهداف عمليتنا العسكرية الخاصة هي نزع سلاح أوكرانيا، وألا يكون هناك تهديد من أراضيها ضد روسيا، وألا تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
فيما انتقد السفير الروسي مواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكبار الموظفين الأمميين تجاه أوكرانيا، مردفاً: "نحن قلقون للغاية بشأن تقييمات كبار الموظفين الأمميين، بما في ذلك تقييمات الأمين العام بشأن ما يحدث في أوكرانيا".
في حين تابع: "لم نسمع من الأمين العام تعليقات على قيام القوات الأوكرانية، أمس الإثنين، بهجوم على دونيتسك ولوغانسك، استخدمت فيه القنابل العنقودية، ما أدى إلى مصرع 21 شخصاً وإصابة 30 آخرين".
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الثالث؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".