انضم الإثنين، 14 مارس/آذار 2022، أشخاص فروا من غرب أوكرانيا، الذي كان يعتبر حتى وقت قريب منطقة آمِنة نسبياً، إلى الآلاف الذين عبروا الحدود إلى أوروبا الشرقية بعد أن كثفت روسيا هجماتها؛ مما أثار مخاوف من حدوث نزوح جماعي أكبر.
فقد وسَّعت موسكو هجومها، الأحد 13 مارس/آذار، بشن هجوم على قاعدة قرب الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي، بينما تتواصل المفاوضات بين الطرفين والتي وصفها مسؤول أوكراني بأنها "صعبة لكن مستمرة".
بينما قالت أوكرانيا إن 35 شخصاً لقوا حتفهم في القاعدة، بينما قالت موسكو إن ما يصل إلى 180 "من المرتزقة الأجانب" لقوا حتفهم وتم تدمير عدد كبير من الأسلحة الأجنبية. كما أشارت أوكرانيا إلى تجدد الضربات الجوية على مطار في غرب البلاد.
2.7 مليون لاجئ في أوكرانيا
أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين الفارين من الهجوم الروسي وصل إلى 2.7 مليون بالفعل مع دخول الحرب أسبوعها الثالث فيما أصبح أسرع أزمة لاجئين متنامية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن ملايين الأشخاص نزحوا أيضاً داخل أوكرانيا مع إجلاء كثيرين إلى المناطق الغربية بما في ذلك إلى مدن مثل لفيف.
فرت ميروسلافا (52 سنة) من منزلها في منطقة ترنوبل في غرب أوكرانيا، وكانت تنتظر في محطة كراكوف في بولندا ليصطحبها معارفها. لم تكن تعرف أين ستذهب لتقيم.
قالت: "غادرنا بسبب هجوم أمس". وأضافت أنها كانت تأمل في أن يكون غرب أوكرانيا آمناً في الوقت الحالي "لم نكن نعتزم المغادرة لكن بما أنه كان قريباً جداً، قررنا ذلك".
بينما قالت ميرا من كييف، التي كانت تسافر مع والدتها إلى وارسو، إنها فوجئت بالهجوم الروسي بالقرب من لفيف. وتابعت قائلة: "لقد أصبت بالذعر وشعرت بالخوف… كان عليَّ أن أتمالك نفسي؛ لأننا بحاجة لمواصلة التحرك".
محاولات دبلوماسية ومحادثات "صعبة"
في تلك الأثناء، طال أمد المعارك حول العديد من المدن الرئيسية الأوكرانية بما فيها العاصمة كييف، لكن بعض التقدم في إبعاد المدنيين عن المعارك تحقق مع إعلان أوكرانيا إنها ستحاول تنفيذ عمليات إجلاء عبر عشر ممرات إنسانية اليوم الإثنين.
فيما تنفي روسيا استهداف المدنيين وتصف تحركاتها في أوكرانيا بأنها "عملية خاصة" لنزع سلاحها وتخليصها ممن تصفهم بالنازيين الجدد. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون هذا المبرر بأنه ذريعة لا أساس لها لشن حرب هي في الأصل اختيارية.
تقول ألينا كاسينيسكا وهي لاجئة من مدينة ميكولاييف التي تتعرض لقصف عنيف في جنوب البلاد بعد أن عبرت الحدود إلى رومانيا من معبر مزدحم قرب دلتا نهر الدانوب: "المنازل تفجَّرت… لا يجد الناس مكاناً للعيش.. نحن خائفون".
لاحت بارقة أمل في الأفق بعد أن أشار مفاوضون أوكرانيون وروس في محادثات رامية لإنهاء الصراع إلى تحقيق تقدم مطلع الأسبوع.
بعد عقد العديد من الاجتماعات التي لم تسفر عن نتائج، لمح مسؤولون إلى أن نتائج إيجابية قد ترى النور خلال أيام قبل محادثات الإثنين.
فقد صرح ميخائيل بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية، الإثنين، بأن المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في جولتها الرابعة تواجه صعوبات، لكنها مستمرة.
كتب بودولياك عبر "تليغرام": "الطرفان يعبران بنشاط عن مواقفهما بعد أن تم تدقيقها. التفاوض صعب، لكنه مستمر. سبب الخلاف هو أن لدينا أنظمة سياسية مختلفة للغاية".
مهمة صعبة لدول الجوار
قضت السلطات في دول وسط وشرق أوروبا وكذلك المتطوعون الأسابيع التي مرت منذ بدء الهجوم الروسي وهم يسارعون لتوفير الغذاء والإقامة والمساعدة الطبية لآلاف الأوكرانيين الذين يتدفقون عبر الحدود.
إذ تلقت دول الجوار مثل بولندا، التي استقبلت ما يربو كثيراً عن نصف العدد الإجمالي للفارين، وسلوفاكيا ورومانيا والمجر ومولدوفا الأغلبية العظمى من اللاجئين في حين استكمل بعضهم الطريق لدول أخرى غرباً.
بينما قال حرس الحدود البولندي إن نحو 1.76 مليون دخلوا البلاد منذ بدء القتال ووصل 18400 خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين وحده.
كما قال باول شفيرناكير، نائب وزير الشؤون الداخلية البولندي، لمحطة "تي.في.إن 24" الخاصة: "نقدر أن ما يفوق مليون أوكراني بقوا في بولندا ويجب أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان سلامتهم".
فيما استقبلت دول تقع في أماكن أبعد من الحدود الأوكرانية، مثل التشيك، عشرات الآلاف من اللاجئين أيضاً، مما زاد من الضغط على السلطات المحلية، بينما بدأت دول أخرى مثل ليتوانيا تستقبل للتو أعداداً كبيرة.