قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت 12 مارس/آذار 2022، إن روسيا لن تتمكن من السيطرة على كييف إلا إذا دمرتها عن بكرة أبيها، مؤكداً أن أي مفاوضات محتملة يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار.
تأتي تصريحات الرئيس الأوكراني فيما يدخل الهجوم الروسي على كييف أسبوعه الثالث مع اشتداد المعارك والقصف والحصار على مدن في شمال وجنوب البلاد.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في مؤتمر صحفي في كييف السبت إن نحو 1300 جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي.
كما أشار زيلينسكي إلى تحييد 31 مجموعة مقاتلة تابعة لروسيا منذ بدء هجومها على أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني إن على الغرب الانخراط أكثر في المفاوضات لإنهاء الحرب، لكنه رحب بجهود رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت للوساطة بين أوكرانيا وروسيا، وقال إنه اقترح على بينيت إجراء المحادثات في القدس.
مكالمة هاتفية بين بوتين وماكرون
يأتي ذلك في الوقت الذي قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، خلال اتصال هاتفي مشترك السبت على وضع المفاوضات بين موسكو وكييف ورد على قلقهما بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا.
لم يقدم الكرملين تفاصيل حول تعليقات بوتين عن وضع المحادثات.
فيما قال مسؤول في الرئاسة الفرنسية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يُبدِ رغبة لإنهاء الحرب مع أوكرانيا أثناء اتصال مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
أضاف المسؤول أن الزعيمين الفرنسي والألماني أكدا خلال مكالمتهما أن الوقف العاجل لإطلاق النار في أوكرانيا يعد شرطاً لإجراء مفاوضات شاملة.
التطورات على الأرض
على الأرض، قال بافلو كيريلينكو حاكم إقليم دونيتسك الأوكراني السبت، إن بلدة فولنوفاخا في شرق البلاد دُمرت بالكامل بعد الغزو الروسي، لكن القتال ما زال دائراً على الأرض هناك لمنع عملية حصار روسية.
فيما احتدم القتال قرب العاصمة الأوكرانية كييف، وقال مسؤولون أوكرانيون إن القصف العنيف والتهديدات بشن هجمات جوية روسية يعرض محاولات إجلاء المدنيين من بلدات محاصرة للخطر.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك إن الحكومة تعتزم استخدام الممرات الإنسانية المتفق عليها لإجلاء السكان في مدينة ماريوبول الساحلية، إضافة إلى مدن وبلدات في منطقتي كييف وسومي وبعض المناطق الأخرى.
غير أن حاكم منطقة كييف قال إن القتال والتهديدات بشن هجمات جوية روسية استمرت أثناء محاولات الإجلاء، وقال حاكم منطقة دونيتسك إن القصف المستمر يعقِّد جلب المساعدات إلى ماريوبول.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المحاصرين في ماريوبول في حالة يأس.
أضاف المكتب: "هناك تقارير عن عمليات نهب ومواجهات عنيفة بين المدنيين على الإمدادات الأساسية القليلة المتبقية في المدينة. الأدوية الخاصة بالأمراض التي تهدد الحياة تنفد بسرعة والمستشفيات تعمل بشكل جزئي فقط والغذاء والماء يشحان".
وقال مستشار للرئاسة الأوكرانية في وقت سابق إن 79 حافلة للإجلاء وشاحنتين تحملان شحنات إنسانية غادرت إلى سومي اليوم السبت. كما غادرت حافلات وشاحنات زابوريجيا إلى ماريوبول.
وقال مجلس مدينة ماريوبول في بيان على الإنترنت إن ما لا يقل عن 1582 مدنياً لقوا حتفهم نتيجة القصف الروسي والحصار المستمر منذ 12 يوماً على المدينة الجنوبية الشرقية. ولم يتسنَّ التحقق من عدد القتلى أو المصابين.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن صافرات الإنذار انطلقت في معظم المدن الأوكرانية صباح اليوم لحث الناس على الاحتماء.
من جانبها، نقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عن ناتاليا بالاسينوفيتش، رئيسة بلدية فاسيلكيف، قولها إن الهجمات الصاروخية الروسية دمرت قاعدة جوية أوكرانية وأصابت مستودع ذخيرة قرب بلدة فاسيلكيف في منطقة كييف صباح اليوم السبت.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن مسجداً كان يحتمي به أكثر من 80 شخصاً في ماريوبول تعرض للقصف، دون أن تذكر ما إذا كان أي ممن فيه قد لقي حتفه أو أُصيب.
تنفي موسكو استهداف المدنيين خلال العملية التي تصفها بأنها خاصة لنزع سلاح أوكرانيا وإزاحة قادتها الذين تصفهم بالنازيين الجدد. ولم تستجِب للتحديات الأوكرانية بأن تقدم أدلة.
فيما تقول أوكرانيا إنها تتوقع موجة جديدة من الهجمات على المناطق المحيطة بالعاصمة كييف وخاركيف، ثاني مدن البلاد، ودونباس في الشرق حيث وسع الانفصاليون المدعومون من روسيا سيطرتهم.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية يوم الجمعة إن القوات الروسية تعيد تنظيم صفوفها فيما يبدو، ربما لشن هجوم جديد قد يستهدف العاصمة كييف في غضون أيام قليلة.
وقالت في تحديث اليوم إن القتال شمال غربي العاصمة مستمر وإن الجزء الأكبر من قوات المشاة الروسية على بعد 25 كيلومتراً من وسط المدينة.
وأضافت أن مدن خاركيف وتشرنهيف وسومي وماريوبول ما زالت تحت الحصار والقصف الروسي المكثف.