كشف مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي، أن الزعيم الجديد لتنظيم "داعش" هو الأخ الشقيق للخليفة الراحل الزعيم الأسبق للتنظيم أبو بكر البغدادي، طبقاً لما نشرته وكالة رويترز، الجمعة 11 مارس/آذار 2022.
حيث قال مسؤولان أمنيان عراقيان، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، لأنه غير مسموح لهما بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو جمعة عوض البدري من العراق، وإنه الشقيق الأكبر للبغدادي، فيما أكد مسؤول أمني غربي أن الرجلين شقيقان لكنه لم يحدد أيهما الأكبر سناً.
تعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه المعلومة منذ إعلان تنظيم "داعش" عن تعيين زعيم جديد.
بينما لا يُعرف الكثير عن البدري، لكنه ينحدر من دوائر قريبة من المتشددين العراقيين الذين يلفُّهم الغموض والذين ازدادوا صلابة بفعل المعارك، وبرزوا في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003.
مساعد مقرب للبغدادي
في حين ذكر واحد من المسؤولين الأمنيين العراقيين أن "البدري متطرف، انضم إلى الجماعات المتشددة السلفية في 2003، وكان معروفاً عنه أنه مرافق شخصي دائم للبغدادي… ومستشاره للمسائل الشرعية".
المسؤول ذاته أضاف أن "البدري ظل لفترة طويلة رئيساً لمجلس شورى الدولة الإسلامية، وهي جماعة قيادية تتولى مسائل التوجيه الاستراتيجي وتقرر مَن يتولى الخلافة عند مقتل الخليفة أو أَسره".
كذلك، أوضح مسؤولون أمنيون ومحللون عراقيون أن الزعيم الجديد سيسير على الدرب نفسه، ويحاول شنَّ هجمات بجميع أنحاء العراق وسوريا، وقد تكون لديه رؤيته الخاصة لطريقة تنفيذ هذه الهجمات.
تهديد أمني جديد
فيما قال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين إن البدري انتقل مؤخراً، وعبَر الحدود من سوريا التي كان يتحصن بها إلى العراق.
بحسب تقرير كتبه فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيرث البدري السيطرة على موارد مالية مهمة.
هذا التقرير تضمَّن أن "التقييمات الأخيرة… تقدّر احتياطيات الجماعة بما بين 25 و50 مليون دولار"، لكنه أضاف أن تنظيم "داعش" ينفق أكثر مما يتحصل عليه بالاعتماد على "الابتزاز والانتهازية والنهب والخطف لطلب الفدى".
بخلاف ذلك، قال المسؤول الأمني العراقي إن للبدري شقيقين آخرين، أحدهما تحتجزه أجهزة الأمن العراقية منذ سنوات، لافتاً إلى أن مكان وجود الأخ الثاني غير معروف، لكن أغلب الظن أنه متطرف أيضاً.
كان بحث أجراه الخبير العراقي الراحل في شؤون تنظيم الدولة الإسلامية هشام الهاشمي، ونُشر على الإنترنت في 2020، قد أشار إلى أن البدري كان رئيساً لمجلس الشورى المكون من خمسة أعضاء.
مقتل أبو إبراهيم القرشي
جاء إعلان تعيين أبو الحسن الهاشمي القرشي في رسالة صوتية مسجلة نشرها التنظيم على الإنترنت، الخميس، بعد أسابيع فحسب من مقتل أبو إبراهيم القرشي، الذي خلف البغدادي في عام 2019، وكان ثاني رجل يحمل لقب "الخليفة" في التنظيم.
في حين قال التسجيل الصوتي إن مبايعة أبو الحسن القرشي جاءت "عملاً بوصية الشيخ أبو إبراهيم، ولقد قبل البيعة"، في إشارة إلى أن أبو بكر القرشي عيَّنه خلفاً له قبل وفاته.
يشير الاسم الذي اختاره البدري لنفسه، وهو أيضاً "القرشي"، إلى أنه على غرار شقيقه وسلفه، له نسب يصل إلى النبي محمد، مما يمنحه نفوذاً دينياً، بحسب رويترز.
لكن الرسالة الصوتية لم تذكر أي تفاصيل عن الزعيم الجديد للتنظيم.
فيما تشابهت النهايات بالنسبة لكل من البغدادي والقرشي، ولقي كل منهما مصرعه بتفجير نفسه وأفراد عائلته خلال غارة أمريكية على المكان الذي يتحصن به ويختبئ فيه بشمال سوريا.
جذور تنظيم "داعش"
يشار إلى أن جذور تنظيم "داعش"، وهو وريث فرع تنظيم القاعدة في العراق، تعود إلى ما يوصف بـ"التمرد الإسلامي" ضد الغزو الأمريكي الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين في عام 2003.
فمن حطام الحرب الأهلية ورحم الفوضى بسوريا المجاورة تشكّل تنظيم "داعش" في صورته الحالية على مدى العقد الماضي، وسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014.
وأعلن البغدادي الخلافة الإسلامية من مسجد في مدينة الموصل بشمال العراق في ذلك العام، وأعلن نفسه خليفة لكل المسلمين.
لكن الحكم الوحشي لتنظيم "داعش"، الذي قتل وأعدم آلاف الأشخاص، انتهى في الموصل عندما تعرض للهزيمة على أيدي قوات عراقية ودولية في 2017.
بينما اختبأ آلاف من مقاتليه المسلحين في السنوات الأخيرة، معظمهم في مناطق نائية، لكن مازال بإمكانهم تنفيذ هجمات كبيرة، على غرار حروب العصابات.