أعلن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الجمعة 11 مارس/آذار 2022، أن بلاده ستسمح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، وذلك بعدما دعم الرئيس فلاديمير بوتين خطة إرسال مقاتلين متطوعين للانخراط في الحرب المشتعلة.
حيث قال بيسكوف، في تصريحات صحفية، إن وزير الدفاع الروسي لفت إلى أن "معظم الأشخاص الذين يرغبون وطلبوا (القتال) مواطنون سوريون ومن دول الشرق الأوسط"، طبقاً لما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.
فيما أكد الناطق باسم الكرملين أن "قرار إرسال مقاتلين متطوعين إلى أوكرانيا مقبول"، منوهاً إلى أن "الولايات المتحدة تدعم إجراءات إرسال مرتزقة للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية".
في حين استطرد بيسكوف قائلاً: "إذا كان الغرب متحمّساً جداً بشأن وصول المرتزقة، إذاً لدينا أيضاً متطوّعون يرغبون في المشاركة".
تصريحات بوتين
في وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن بوتين، خلال اجتماعه بمجلس الأمن القومي الروسي، ترحيبه بالمتطوعين الأجانب للقتال إلى جانب جيشه ضد كييف، ووافق على مقترح لوزير الدفاع يقضي بنقل الأسلحة الغربية التي أُرسلت إلى كييف وسيطرت عليها القوات الروسية، إلى عناصر الانفصاليين في دونباس شرق أوكرانيا.
كما أشار وزير الدفاع الروسي إلى أن هناك 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع موسكو بأوكرانيا.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن "موسكو تنشر مرتزقة سوريين خلال الحرب التي وصلت فيها أوكرانيا إلى نقطة تحوُّل استراتيجية"، مؤكداً أن "من المستحيل تحديد عدد الأيام التي لا يزال يتعين علينا العمل فيها على تحرير الأراضي الأوكرانية. لكن يمكننا القول إننا سنفعل ذلك".
جدير بالذكر أن روسيا لا تزال حليفاً مهمّاً لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك منذ أن اندلعت الثورة السورية، حيث لعبت دوراً أساسياً في قلب المعادلة ميدانياً لصالح نظامه الذي يوصف بـ"الإجرامي والدموي".
"انتشار مرتزقة من شركات روسية"
في السياق ذاته، رجحت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس، انتشار مرتزقة متمرسين من شركات روسية خاصة، في أوكرانيا، لدعم موسكو خلال عمليتها العسكرية ضد جارتها.
إذ قالت الوزارة في إحاطة استخباراتية، إنه "من شبه المؤكد أن الدولة الروسية تحتفظ بِصلات واسعة مع الشركات العسكرية الخاصة الروسية (PMCs)، على الرغم من نفي (موسكو) المتكرر".
كان الجيش الأوكراني قد أكد قبل أيام، دخوله في اشتباكات قرب العاصمة كييف مع عناصر من الشركة العسكرية الخاصة "ليغا" المعروفة سابقاً باسم "فاغنر".
فيما يُعتقد أن مجموعة "ليغا" يمولها يفغيني بريغوجين، وهو رجل أعمال له ارتباطات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، لأعضاء برلمان بلاده، إن استخدام روسيا مجموعة "فاغنر" مؤشر على "يأس" الكرملين.
يشار إلى أن حكومات غربية ومحللين يتهمون مجموعات "فاغنر" بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان في إفريقيا، والتورط بصراعات في سوريا وليبيا.
حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية نهاية أسبوعها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".