سلَّم مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطاب احتجاج رسمي إلى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، في بادرة احتجاجية غير معتادة بين النظامين الحليفين، وذلك لما ينتاب النظام المصري من قلق حول التقارب الروسي السوداني، وخطط إنشاء قاعدة لموسكو على البحر الأحمر، وهي خطوة تزعج القاهرة، بحسب ما قال موقع Africa Intelligence الفرنسي الجمعة 11 مارس/آذار 2022.
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني "حميدتي" صرح فور وصوله الخرطوم بعد زيارة إلى موسكو مطلع مارس/آذار الجاري، استغرقت أسبوعاً، أن السودان "لا يعارض إنشاء قاعدة روسية بشرط ألا يهدد ذلك الأمن القومي للبلاد"، الأمر الذي أثار استياء مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي.
بحسب الموقع، لم يتقبل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل المؤتمر الصحفي الذي عقده حميدتي بعد هبوطه في مطار الخرطوم بلطف.
في رسالتها الرسمية، استدعت مصر معارضتها الشديدة لمشروعٍ سابق لإقامة قاعدة تركية في بورتسودان في عهد عمر البشير، وأوضحت مخاوفها من أن تكون محاصرةً بقواعد روسية محتملة، إذ إن موسكو لديها بالفعل قاعدةٌ شبه دائمة في شرق ليبيا بالقرب من الحدود المصرية.
كان حميدتي في رحلة عودته إلى السودان من موسكو قد توقَّف لبضع ساعات في مطار القاهرة للتشاور مع عباس كامل وتقديم تقرير عن مناقشاته مع أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، ونائب رئيس الوزراء أليكسندر نوفاك.
في محادثته مع كامل، ركَّز حميدتي عمداً على القضايا الاقتصادية التي نوقِشَت مع روسيا، بما في ذلك صادرات الذهب السوداني إلى موسكو، تاركاً المسألة الأقل توافقاً بكثير، المتمثِّلة في استئناف المناقشات بشأن قاعدة روسية على البحر الأحمر، وهي منطقةٌ تعتبرها مصر حكراً عليها.
يريد حميدتي، الذي يمثِّل نقطة الاتصال الرئيسية لموسكو في الخرطوم، الاقتراب من روسيا، ولديه مصلحة في زيادة صادرات الذهب السودانية إلى روسيا.
من جانبها، تحتاج موسكو إلى تجديد مخزوناتها من الذهب في أقرب وقت ممكن، نظراً إلى أن تأثير العقوبات الأوروبية والأمريكية عَزَلَ روسيا تدريجياً عن النظام المالي الدولي، وتجد الدولة نفسها تفتقر إلى العملة، فسوف تحصل قريباً على الذهب فقط للتجارة مع جيرانها.
موسكو تسارع لبناء القاعدة
وتسارع روسيا الخطى لإنشاء قاعدتها العسكرية على ساحل البحر الأحمر، بالقرب من مدينة بورتسودان شرقي السودان، حيث كشف "عربي بوست" مايو/أيار 2021، نقلاً عن مصادر عسكرية تفاصيل خطة روسيا لإنشاء المركز اللوجستي ببورتسودان لاستيعاب 300 جندي وموظف واحتضان 4 سفن عسكرية، بينها حاملة أجهزة طاقة نووية.
ترجع فكرة المركز اللوجستي الروسي إلى عام 2017، إذ وقع السودان وروسيا خلال زيارة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، لموسكو، عدة اتفاقيات للتعاون العسكري، تتعلق بالتدريب، وتبادل الخبرات، ودخول السفن الحربية لموانئ البلدين.
وستستخدم القاعدة في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين وكمكان يمكن أن يرتاح فيه أفراد البحرية الروسية.