أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، مساء الخميس 10 مارس/آذار 2022، أن القوات الروسية "باتت على بُعد 15 كيلومتراً" من العاصمة الأوكرانية كييف، لافتة إلى أنه لا يمكن التكهن بالوقت الذي قد يستغرقه الروس لدخول كييف، بسبب "المقاومة الأوكرانية المتواصلة".
حيث قالت الوزارة، في تصريحات صحفية نقلتها قناة "الحرة" الأمريكية (رسمية)، إن "القوات الروسية التي تتمركز شمال غربي كييف، تقدمت بنحو 5 كيلومترات باتجاه المدينة، وهي على بُعد 15 كيلومتراً عنها".
فيما أشارت إلى أن "القوات الروسية تتقدم على خطين متوازيين شرق كييف، وقد أطلقت أكثر من 775 صاروخاً" نحو العاصمة الأوكرانية.
فرار نصف سكان كييف
في وقت سابق من يوم الخميس، أعلن رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أن نصف سكان العاصمة الأوكرانية فروا منذ بدء التدخل الروسي في البلاد، مشيراً إلى وجود أقل من مليوني نسمة، الآن في كييف.
كليتشكو أضاف للتلفزيون الأوكراني أنه عند بدء الغزو الروسي لبلاده، كان هناك نحو "3.5 مليون نسمة يسكنون العاصمة كييف".
بدوره، أوضح أوليكسي كوليبا، حاكم منطقة كييف، أنه تم إجلاء أكثر من عشرة آلاف شخص من القرى والمدن المحيطة بكييف، الأربعاء 9 مارس/آذار.
تطويق المدن الأوكرانية
في السياق ذاته، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن "القوات الروسية تطوق العديد من المدن الأوكرانية بعد تدمير بنياتها التحتية".
واعتبر برايس الاعتداءات التي تمارسها القوات الروسية ضد المدنيين الأوكرانيين بمثابة "جرائم حرب" وفق اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
كانت دول غربية قد وجهت اتهامات لموسكو بارتكاب "جرائم حرب وقتل عمد"، على خلفية قصفها أماكن مدنية، بينها روضة أطفال ومستشفى للولادة.
غير أن موسكو تنفي هذه الاتهامات وتصفها بأنها "مسرحية مدبرة"، مشددة على عدم استهدافها المدنيين.
في حين شدّدت مسؤولة أمريكية بالاستخبارات الدفاعية على أنه "ليس لدى وزارة الدفاع الأمريكية أي مختبرات بيولوجية في أوكرانيا أو في أي مكان في العالم".
بحسب المسؤولة التي فضلت عدم ذكر اسمها، "هناك خمسة مختبرات بيولوجية في أوكرانيا تركز على التشخيص والعلاجات واللقاحات وليس هناك أي أمريكيين يعملون في هذه المختبرات".
تأتي هذه التصريحات بعد تأكيدات من متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن "وزارة الدفاع الأمريكية لا تمتلك أو تدير مختبرات بيولوجية في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن "روسيا تواصل اختراع ذرائع كاذبة لتبرير أفعالها المروعة في أوكرانيا".
الأسبوع الثاني للحرب
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية نهاية أسبوعها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".