أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 11 مارس/آذار 2022، إحراز بعض التقدم في محادثات موسكو مع أوكرانيا، فيما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الاجتماع بين رئيسَي روسيا وأوكرانيا ممكن.
يأتي هذه التطور في التصريحات على الرغم مما تشهده الأحداث على الأرض من اشتداد لحدة القصف والاشتباكات مع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا أسبوعه الثالث، وتزامناً مع إعلان الرئيس الروسي، صباح الجمعة، دعمه لاستقبال مقاتلين أجانب لدعم قواته في أوكرانيا.
في اجتماع مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، قال بوتين: "هناك بعض التحولات الإيجابية كما أخبرني مفاوضونا"، مضيفاً أن المحادثات تتواصل "عملياً على أساس يومي"، فيما لم يكشف عن تفاصيل أخرى، ولم تصدر تعقيبات من الجانب الأوكراني.
في نفس الوقت، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الاجتماع بين رئيسَي روسيا وأوكرانيا ممكن، لكن أولاً يجب على وفود المفاوضين ووزراء البلدين القيام بدورهم، بحسب ما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية.
يُشار إلى أن موسكو سبق أن استبعدت خيار اللقاء بين الرئيسين الروسي والأوكراني.
وقد سبق أن دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراراً وتكراراً نظيره الروسي فلاديمير بوتين للاجتماع لإجراء محادثات.
بوتين يفتح باب التطوع للأجانب
تصريحات الرئيس الروسي عن تطورات إيجابية جاء بعد ساعات من إعلانه فتح باب التطوع للمقاتلين الأجانب للمشاركة في حربه ضد كييف.
المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، أوليغ أوستينكو، قال صباح الجمعة إن خسائر بلاده بسبب الهجوم الروسي بلغت 100 مليار دولار "ما يعادل نصف الناتج المحلي لأوكرانيا".
على الصعيد الإنساني بلغ عدد اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الهجوم الروسي على بلادهم إلى 2.3 مليون شخص في غضون أقل من 3 أسابيع فقط، وفق تقديرات للأمم المتحدة.
في العاصمة الأوكرانية كييف وحدها، كشف عمدتها فيتالي كليتشكو، الخميس 10 مارس/آذار 2022، أن "قرابة مليوني شخص غادروا كييف"، وأن هذا العدد يمثل نصف سكان المدينة، على حد تعبيره، مشيراً إلى وجود أقل من مليونَي نسمة، الآن في كييف.
كما أشار كليتشكو إلى إجلاء أكثر من عشرة آلاف شخص من القرى والمدن المحيطة بكييف، الأربعاء 9 مارس/آذار.
استمرار تدفق المدنيين من شتى المناطق الأوكرانية لا سيما التي يحتدم فيها الصراع يأتي مع صعوبة في تطبيق وقف مؤقت لإطلاق النار أو فتح ممرات إنسانية، مما ينذر بارتفاع هذا العدد خلال الأيام القادمة في ظل استمرار الهجوم وتصعيده.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.