حذَّر البنك الدولي الخميس 10 مارس/آذار 2022، من أن ارتفاعاً كبيراً في أسعار الطاقة والغذاء بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا تكون له انعكاسات على الشرق الأوسط؛ وإذ قد تؤدي مخاوف الأمن الغذائي إلى تنامي الاضطرابات الاجتماعية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستضيف فيه ألمانيا اجتماعاً عبر الإنترنت لوزراء زراعة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى الجمعة؛ لمناقشة تداعيات الغزو وسط مخاوف متزايدة تتعلق باستقرار أسواق الغذاء.
وقالت كارمن راينهارت، كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي: "ستكون هناك تداعيات مهمة على الشرق الأوسط وإفريقيا وشمال إفريقيا وإفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، على وجه التحديد" والتي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي.
أضافت كذلك: "من المعروف أن انعدام الأمن الغذائي وأحداث الشغب كانا جزءاً من الربيع العربي"، مشيرة إلى أن الانقلابات الناجحة والفاشلة زادت في العامين الماضيين.
ومن الممكن أن تؤدي الزيادات المفاجئة في أسعار الغذاء إلى اضطرابات اجتماعية مثلما حدث في 2007-2008 ثم مجدداً في 2011، عندما ارتبطت أحداث شغب في أكثر من 40 دولة بارتفاع أسعار الغذاء العالمية.
من جانبه، قال البنك الدولي، بعد أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إن أسعار السلع الزراعية زادت بالفعل 35% على أساس سنوي، ومن المتوقع أن تواصل الارتفاع بسبب الحرب؛ نظراً لأن روسيا وأوكرانيا من كبار مصدري القمح والذرة والشعير وزيت دوار الشمس.
وحذر البنك الدولي من أن التداعيات قد تكون قاسية على وجه الخصوص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تستورد بلدان مثل مصر ما يصل إلى 80% من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا وروسيا.
دول عربية تعبر عن خشيتها
ومع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا عبرت دول عربية عن خشيتها من طول الأزمة، التي قد تعرقل وصول إمدادات القمح الرئيسية للبلاد.
وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، قال من جانبه، إن احتياطيات القمح تكفي لفترة تتراوح بين ستة أسابيع وشهرين، وسط مخاوف بشأن إمدادات القمح بسبب الأزمة الأوكرانية.
فيما قال بيان لمجلس الوزراء المصري إن الوضع مستقر بالنسبة للقمح، ولا توجد حاجة إلى أي شحنات إضافية على المدى القصير.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم؛ وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.