سلطت دعوات اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأنظار بشكل مكثف حول الأساليب التي يعتمدها عميل المخابرات السوفييتية السابق في حماية نفسه من الاغتيال والانقلابات، والتي تشمل تفاصيل مثيرة بحسب ما رصدته صحيفة New York Post الأمريكية الإثنين 7 مارس/آذار 2022.
بحسب الصحيفة، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعين بوسائل عديدة لحماية نفسه من محاولات الاغتيال ومكايد الانقلاب عليه، تشمل حرسه الشخصي المجهز بحقائب واقية من الرصاص وأسلحة مضادة للدروع، وبدلاء مشابهين له للاعتماد عليهم عند الحاجة، علاوة على الأفراد الذين يتذوقون الطعام قبله؛ لضمان خلوه من السموم.
يشار إلى أن السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام صدرت عنه الخميس 3 مارس/آذار، تصريحات فُسِّرت على أنها دعوة منه للروسيين إلى اغتيال بوتين، إذ قال: "على شخص ما في الدائرة المقربة من بوتين أن يُزيح هذا الرجل"، ووصف ذلك بالحل المناسب للأزمة التي تسبب فيها بوتين بهجومه على أوكرانيا.
لكن بوتين الذي كان عميلاً سابقاً في المخابرات السوفييتية، لطالما بدا منذ صعوده إلى السلطة في عام 2000، حريصاً حدَّ الهوس على أمنه وسلامة صحته، فهو لا يبخل بجهد لحماية نفسه من الاغتيالات وتجنب الإصابة بالأمراض، مثل وباء كورونا، بأي ثمن.
كشفت صورة حديثة لبوتين أنه يُجالس قادة العالم وحتى مستشاريه إلى طاولات بالغة الطول ؛ حتى يحافظ على مسافة لا تقل عن 20 قدماً عن مُجالسيه، وأنه كان يرتدي بذلة واقية تغطي جسده بالكامل، مع جهاز تنفس على وجهه، قبيل زيارته أحد المستشفيات المخصصة لعلاج مرضى فيروس كورونا في أبريل/نيسان 2020.
"الفرسان".. حرس الرئيس الخاصُّ
كما يتكون حرس بوتين الشخصي، الذين يطلقون على أنفسهم لقب "الفرسان"، من وحدة عسكرية خاصة ينتمي أفرادها إلى "خدمة الحراسة الاتحادية الروسية" (FSO).
ذكرت مجلة The Economist أنها وكالة حكومية تتولى حماية مسؤولي الدولة الروسية رفيعي المستوى، وتعود جذورها إلى عام 1881، حين أحاط القيصر ألكسندر الثالث نفسه بحرس الحماية بعد اغتيال والده.
يقول موقع Russia Beyond الإلكتروني، الذي تديره شبكة TV-Novosti الروسية، إن عناصر النخبة المنتمين إلى الأمن الرئاسي في روسيا يجري انتقاؤهم بحرص شديد استناداً إلى معايير عالية و"اختبارات نفسية أثناء العمليات العسكرية"، وقدرات التحمل البدني.
وأورد الموقع أيضاً أن حرس بوتين مجهزون بحقائب خاصة مضادة للرصاص تعمل درعاً لحمايته عند الحاجة إلى ذلك، ويحملون مسدسات من طراز "إس آر فيكتور" عيار 9 مم روسية الصنع والمزودة برصاصات خارقة للدروع.
فحص كل شيء حتى الطقس
بحسب الصحيفة، فإنه قبل أن يسافر بوتين إلى أي وجهة، يسبقه إليها فرق خاصة تستطلع أحوال وجهته قبل أشهر من الموعد المحدد للزيارة، وتجري التحريات لمعرفة ردود الفعل المتوقعة بين جمهور المنطقة على زيارته، كما تستقصي بيانات الأحوال الجوية واحتمالات التعرض لكوارث طبيعية.
بطبيعة الحال، يعتني الحرس الرئاسي الروسي بفحص مكان إقامة بوتين، ويثبِّت أجهزة تشويش لمنع تفجير القنابل عن بعد، وتتولى فرق من الفنيين المراقبة الإلكترونية للهواتف المحمولة وأي أجهزة أخرى في المنطقة.
أما في الشوارع والطرق، فإن بوتين لا يركب سيارته إلا وسط قافلة من العربات المدرعة عالية التجهيز والعتاد يصحبه فيها قوات عسكرية خاصة مسلحة ببنادق "إيه كيه 47" الرشاشة وقاذفات مضادة للدبابات، وصواريخ محمولة مضادة للطائرات.
وعندما يخرج بوتين إلى فعاليةٍ ما في العلن، تحيط به 4 حلقات تأمين، تبدأ بحرسه الشخصي، وآخرون يختبئون وسط الحشد، وحلقة أخرى من العملاء تنتشر في المنطقة بأكملها، ثم القناصة الذين يراقبون الأمن من فوق أسطح المنازل المحيطة.
تتمتع وكالة الحراسة الاتحادية الروسية أيضاً بسلطات واسعة النطاق لتنفيذ عملياتها وإجراء تحقيقاتها، وتشمل التنصت الإلكتروني والكشف عن رسائل البريد وتفتيش المنازل والاستيلاء على المركبات واحتجاز المشتبه بهم واستجوابهم.
كما ورد أن بوتين يستبدل حرسه الشخصيين عند بلوغهم سن الخامسة والثلاثين، لكنهم قد يُكافأون بمناصب جديدة بارزة، ومنهم من يصبح حكام مناطق أو وزراء أو قادة وكالات خاصة أو إداريين مقربين من الرئيس في القصر الرئاسي.
وفي عام 2016، سلَّط موقع Russia Beyond الضوءَ على الشائعات طويلة الأمد التي تتحدث عن اعتماد وكالة الحراسة الاتحادية الروسية أحياناً على "بديل للرئيس"؛ للحفاظ على سلامة بوتين وأمنه.
وقد أقر بوتين في مناسبة أخرى بأنه عُرض عليه الاستعانة ببديل عنه في الرحلات إلى الشيشان أثناء الحرب الروسية الشيشانية في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنه ادَّعى خلال مقابلة أجراها عام 2020، أنه "رفض رفضاً تاماً فكرة الاستعانة ببديل"، في كل مرة عُرض عليه الأمر.