هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت 5 مارس/آذار 2022، بحرمان أوكرانيا من "وضع الدولة"، ورأى أن العقوبات الدولية التي تفرض على روسيا هي "إعلان حرب"، على حد قوله، بينما تواصل قواته هجومها على عدة مدن أوكرانية.
إذ يواصل الجيش الروسي ضغطه على جنوب أوكرانيا وكييف في اليوم الحادي عشر من الغزو، الأحد، وأفاد تقرير لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، نُشر على فيسبوك، بأن الجيش الروسي يواصل هجومه "مركّزاً جهوده الكبرى على محيط مدن كييف وخاركيف وميكولايف"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بوتين يحذر أوكرانيا والغرب
فقد حذر فلاديمير بوتين من أن أوكرانيا قد تفقد "وضع الدولة" إذا واصلت رفضها تلبية المطالب الروسية.
إذ تطالب موسكو خصوصاً بأن تكون أوكرانيا "محايدة وغير نووية"، وبإخلائها من السلاح، بينما تعتبر كييف التي تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أنها غير مقبولة.
بينما قال بوتين خلال اجتماع مع موظفات في شركات طيران روسية لمناسبة يوم المرأة (8 مارس/آذار) الذي يعد من أهم المناسبات في البلاد، إنه على السلطات الأوكرانية أن "تدرك أنها إذا استمرت في فعل ما تفعله فستجعل مستقبل وضع الدولة الأوكرانية موضع شك (…)، وإذا حدث ذلك فستتحمل المسؤولية التامة عن ذلك".
كما قال بوتين، السبت، إن العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده أشبه بإعلان حرب، ودافع عن غزو أوكرانيا، قائلاً إن موسكو في حاجة للدفاع عن الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا، وكذلك المصالح الروسية.
إذ قال فلاديمير بوتين إن "هذه العقوبات التي تم وضعها هي بمثابة إعلان حرب". وأضاف "لكن نحمد الله لأننا لم نصل إلى ذلك بعد".
لكن بوتين حذر الغرب من فرض منطقة لحظر الطيران فوق أوكرانيا، الإجراء الذي تطالب به كييف ويرفضه حلف الأطلسي، حتى لا يصبح في مواجهة مباشرة مع روسيا.
بوتين قال محذراً إن إنشاء منطقة حظر ستعتبره موسكو "مشاركة في النزاع المسلح من جانب أي دولة" تُستخدم أراضيها "لتشكيل تهديد لجنودنا".
الوضع في أوكرانيا "صعب جداً"
من جهته، قال فاديم بويتشينكو، رئيس بلدية ماريوبول، إن الوضع في هذا الميناء الاستراتيجي الواقع في جنوب شرق أوكرانيا والمحاصر من القوات الروسية "صعب جداً"، في ظل "حصار إنساني" وقصف مكثف.
كما أوضح بويتشينكو في مقابلة بثت على يوتيوب "نحن نعيش بلا كهرباء منذ 5 أيام، وليست لدينا تدفئة أو شبكة للهاتف الجوال". وأضاف أن القصف في الأيام الماضية تسبب في سقوط "آلاف الجرحى"، متهماً القوات الروسية بمنع وصول المواد الغذائية والأدوية.
تابع رئيس البلدية أن "مدينة ماريوبول لم تعد موجودة"، مناشداً: "شركاءنا الأمريكيين والأوروبيين: ساعدونا، أنقذوا ماريوبول!".
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، سيشكل سقوط ماريوبول التي يبلغ عدد سكانها نحو 450 ألف نسمة نقطة تحول في النزاع، لأنه سيسمح بربط القوات القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بعدما استولت على مينائي بيرديانسك وخيرسون الرئيسيين، من جهة، وقوات دونباس من جهة أخرى، وسيتيح لهذه القوات المعززة الصعود باتجاه وسط أوكرانيا وشمالها.
كما يقترب الجنود الروس من كييف، ويواجهون مقاومة عنيدة. وقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة في تشيرنيغيف على مسافة 150 كيلومتراً شمال العاصمة.
مشاهد دمار وجثث على الأرض
تحدث فريق من وكالة الأنباء الفرنسية، زار المنطقة السبت، عن مشاهد دمار في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، والتي يخليها سكانها، ما يثير مخاوف من مصير مماثل لكييف عند وصول بطاريات الصواريخ والمدفعية الروسية إلى مشارف العاصمة.
قال أحد الناجين، ويدعى سيرغي، إن "الجثث منتشرة على الأرض"، موضحاً أنهم "كانوا يصطفون في طوابير للوصول إلى صيدلية هنا وماتوا جميعاً".
في مستشفى في شمال كييف، تحدث جنود أوكرانيون جرحى عن معركتهم غير المتكافئة تحت سيل من النيران. وقال موتيكا (29 عاماً) الذي أصيب بشظايا واضطر للتراجع مع رفاقه "كنا في رحلة استطلاعية" و"واجهنا رتلاً للعدو". وأضاف "قاتلناهم وقتلنا جنودهم ونحن مشاة، لكنهم أمطرونا بوابل من قذائف الهاون".
فوضى في محطات القطارات
تعم حالة من الفوضى في محطات القطارات في المدن الأوكرانية المهددة بتقدم القوات الروسية، مع سعي نساء وأطفال إلى الرحيل بحثاً عن الأمان بعد وداع أزواجهن وآبائهم الذين بقوا للقتال.
تقول الأمم المتحدة إن 1,37 مليون شخص غادروا البلاد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 شباط/فبراير، بينما هناك أكثر من مليون نازح في الداخل.
فيما يثير هذا النزوح تعبئة كبيرة، لا سيما في الدول المجاورة مثل مولدافيا، حيث وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مساء السبت. وفي وقت سابق، زار الوزير الأمريكي الحدود البولندية الأوكرانية لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا.
قال كوليبا إن "رسالة الشعب الأوكراني البطل بسيطة: أيها الروس عودوا إلى دياركم (…)، بوتين دَع أوكرانيا وشأنها، لن تكسبوا الحرب".