بدأت أمريكا في محاولة استقطاب حلفاء روسيا إلى جانبها في أزمة الحرب على أوكرانيا، حيث زار وفد أمريكي، السبت 5 مارس/آذار 2022، فنزويلا للقاء حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، بينما أجرى وزير الخارجية أنتوني بلينكن اتصالاً هاتفياً مع نظيره الصيني.
وفق ما ذكرته وكالة رويترز، الأحد 6 مارس/آذار، نقلاً عن مصدر مطلع، فإن واشنطن تسعى لتحديد ما إذا كانت كراكاس مستعدة للتراجع عن علاقاتها الوثيقة مع روسيا في ظل غزوها لأوكرانيا، بينما قالت صحيفة "New York Times" الأمريكية إن حرب روسيا على أوكرانيا دفعت واشنطن إلى التركيز أكثر على حلفاء بوتين.
زيارة نادرة لفنزويلا
هذه أرفع زيارة من أمريكا لفنزويلا منذ سنوات، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسط حملة من العقوبات الأمريكية والضغط الدبلوماسي بهدف الإطاحة بمادورو، الحليف القديم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تأتي هذه الزيارة في إطار جهود أمريكية لعزل بوتين، ويرى بعض المحللين أيضاً فنزويلا التي تفرض أمريكا عقوبات عليها، مصدراً بديلاً محتملاً لإمدادات النفط إذا حاولت واشنطن فرض قيود على شحنات موسكو من الطاقة.
فيما قال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ"رويترز"، إن مسؤولين أمريكيين وفنزويليين عقدوا جولة محادثات يوم السبت، لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق. ولم يتضح ما إذا كان سيتم عقد اجتماع آخر. وضم الوفد الأمريكي مسؤولين كباراً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية.
بينما لم يرد البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، على الفور، على طلب للتعليق. وتجنبت الحكومة الأمريكية إلى حد كبير، الاتصالات المباشرة مع حكومة مادورو الاشتراكية في السنوات الأخيرة.
إذ قطعت أمريكا وفنزويلا العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 2019، وسط حملة من العقوبات الأمريكية والضغط الدبلوماسي بهدف الإطاحة بمادورو حليف بوتين منذ فترة طويلة.
بكين تدعو الجميع للحوار
من جهتها، دعت بكين إلى مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، وذلك خلال اتصال، السبت، بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في الوقت الذي قالت فيه كييف إنها ستدخل جولة ثالثة من المحادثات مع روسيا ستُعقد يوم الإثنين.
وهذا أول اتصال بين وزيري خارجية البلدين منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا التي دخلت يومها العاشر. وتنتهج الصين مساراً دبلوماسياً حذراً منذ بدء النزاع، وترفض إدانة أعمال موسكو بعد أن أشادت، الشهر الماضي، بصداقة "لا حدود لها" بين البلدين.
أكد وانغ لبلينكن: "نشجع على مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا"، وفق بيان نشرته وزارة الخارجية، وأضاف: "نأمل أن يتوقف القتال في أقرب وقت، والحؤول دون أزمة إنسانية كبيرة"، معترفاً بأن المفاوضات بين الدولتين لن تكون سهلة.
من جهته، قال بلينكن إن العالم "يراقب لمعرفة الدول التي ستدعم المبادئ الأساسية: الحرية وتقرير المصير والسيادة"، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس. وأضاف بلينكن أن "العالم منسجم في رفض العدوان الروسي والرد عليه، وضمان أن تدفع موسكو ثمناً باهظاً".
وبينما فرضت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى عقوبات واسعة على موسكو، لم تشر الصين بعد إلى الأزمة باعتبارهاً حرباً.
أكد وانغ، السبت، أنه يتعين على أمريكا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وروسيا إجراء حوار، "وتركيز الانتباه على التأثير السلبي لتوسُّع الناتو المستمر شرقاً على المحيط الأمني لروسيا"، وهي مسألة رئيسية بالنسبة لموسكو.