نشرت صحيفة The New York Times، صباح السبت 5 مارس/آذار 2022، مقطع فيديو قالت إنه من داخل محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا، أثناء تعرضها لهجوم من قبل القوات الروسية أمس الجمعة، حيث وجه مسؤولو المحطة تحذيراً من أن الهجوم قد يؤدي لنتائج كارثية.
الصحيفة الأمريكية قالت إنها حصلت على الفيديو من مصدر له صلة بالسلطات المحلية، وأشارت إلى أنها طابقت المشاهد التي عُرضت بالفيديو بصور سابقة للمنشأة النووية التي تُعد الأكبر في أوروبا.
يُسمع في الفيديو صوت رجل يتحدث باللغة الروسية، وبحسب الصحيفة كان يوجه كلامه للجنود الروس خارج المحطة أثناء مهاجمتهم لها.
يقول رجل محذراً: "توقفوا عن إطلاق النار على المنشأة النووية، توقفوا على الفور، أنتم تعرضون سلامة العالم بأكمله للخطر"، وأضاف أن جزءاً مهماً في تشغيل المنشأة النووية يمكن أن يتضرر، وأنه لن يكون بالإمكان استعادته.
كانت القوات الروسية قد استهدفت أمس الجمعة محطة زاباروجيا النووية الواقعة في وسط أوكرانيا، وأدت عمليات القصف إلى اندلاع حريق في مبنى للتدريب.
وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية، قالت في مقطع فيديو نشر على حساب المحطة على تطبيق تليغرام، إنه "نتيجة لقصف للقوات الروسية على محطة زاباروجيا النووية اندلع حريق".
لاحقاً، طمأن أولكسندر ستاروخ، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زاباروجيا، بأن السلامة النووية لهذه المنشأة باتت "مضمونة"، وقال عبر فيسبوك إن "مدير المحطة أشار إلى أن السلامة النووية باتت مضمونة. بحسب المسؤولين عن المحطة فإن مبنى للتدريب ومختبراً تضرَّرا من جراء الحريق".
إثر هذا القصف اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، روسيا باللجوء إلى "الرعب النووي"، والسعي "لتكرار" كارثة تشيرنوبيل.
أضاف زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو: "ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية، إنها المرة الأولى في تاريخ البشرية، هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي".
أشار الرئيس الأوكراني أيضاً إلى أن "أوكرانيا لديها 15 مفاعلاً نووياً، إذا حدث انفجار فستكون نهاية كل شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتم إخلاء أوروبا"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تضم محطة زاباروجيا، التي بُنيت في 1985، حين كانت أوكرانيا لا تزال جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، ستة مفاعلات نووية، وتوفر جزءاً كبيراً من احتياجات البلاد من الكهرباء، وبحسب وكالة رويترز فإن القوات الروسية باتت تسيطر الآن على المحطة النووية.
ليست زاباروجيا المحطة النووية الوحيدة التي تعرضت للخطر بأوكرانيا، ففي يوم 24 فبراير/شباط 2022، دارت معارك بين القوات الروسية والجيش الأوكراني قرب محطة تشرنوبيل للطاقة النووية، المغلقة منذ 1986، حين وقع فيها أسوأ حادث نووي في التاريخ.
محطة تشيرنوبيل التي تسيطر عليها حالياً القوات الروسية تقع على بعد حوالي مئة كيلومتر شمال كييف، وقد شهدت في 26 أبريل/نيسان 1986، أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية، إذ انفجر يومها مفاعل وتسبَّب في تلوث في ثلاثة أرباع أوروبا تقريباً، ولاسيما في الاتحاد السوفييتي.
إثر الانفجار أُجلي نحو 350 ألف شخص من محيط 30 كيلومتراً حول المحطة، التي لا تزال منطقة محظورة. وما زالت حصيلة الخسائر البشرية لهذه الكارثة موضع جدل.